نحو إعادة تأهيل شاملة: إطلاق نظام إحالة خدمات الصحة النفسية للناجين والناجيات من الإبادة الجماعية في العراق
٢٨ مارس ٢٠٢٣
أربيل - في 26 آذار، وقعت المديرية العامة لشؤون الناجيات وثماني منظمات غير حكومية من كردستان ومحافظة نينوى اتفاقية تعاون لإنشاء وتفعيل نظام إحالة رسمي يمكِّن المستفيدين من قانون الناجيات الأيزيديات – وهم الأفراد الذين نجوا من الإبادة الجماعية على يد داعش – من تلقي الإحالات لخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في مناطق إقامتهم.
بموجب الاتفاقية، سيقوم موظفو المديرية بإحالة الناجين والناجيات والمتابعة مع هذه المنظمات التي تتم إحالتهم اليها، تلك التي التزمت بتقديم الخدمات المتعلقة بالصحة النفسية وفقًا لقدرات كل منها. وتشمل المنظمات الثمان التي تعمل في مناطق النزوح والعودة: منظمة يازدا، والهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين، ومؤسسة ژيان، والمؤسسة الأيزيدية الحرة، ومنظمة فريدة العالمية، ومنظمة صناع الامل للمرأة، ومنظمة سيد، ومنظمة الحوار للتنمية والإغاثة.
قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق، السيد جيورجي جيغاوري: "يُظهر العراق للعالم كيف يجب ان يبدو الالتزام بالعدالة الانتقالية – بدءاً بإقرار قانون الناجيات الأيزيديات في آذار 2021 وإنشاء المديرية العامة لشؤون الناجيات؛ ثم مع افتتاح عملية التسجيل في أيلول الماضي لكي يبدأ الناجون والناجيات في تلقي التعويضات؛ وتم في هذا الشهر التوزيع الأول للرواتب الشهرية الموعودة للناجين والناجيات بموجب قانون الناجيات الأيزيديات؛ والآن تم تفعيل نظام الإحالة للصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي. ان المنظمة الدولية للهجرة في العراق فخورة بأنها كانت قادرة على دعم كل خطوة على طول الطريق، ونحن لا نزال ملتزمين بعملية العدالة الانتقالية الواعية بشأن الصدمات والتي تركز على الناجين والناجيات."
ان الهدف من نظام الإحالة للصحة النفسية والدعم النفسي الإجتماعي للمديرية هو سد الفجوة المؤسسية في خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي المتاحة للناجين في العراق أثناء خضوعهم لإعادة التأهيل في أعقاب الإبادة الجماعية؛ في الواقع، إن الحاجة إلى مثل هذه الخدمات والرعاية للناجين والناجيات من الإبادة الجماعية هائلة وملحة، إلا أن منشآت ومؤسسات ومصادر الدولة لتوفير الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي تكاد تكون معدومة، حيث تعمل المنظمات المحلية والدولية كمقدمين رئيسيين لهذه الخدمات للناجين والناجيات.
قالت خولة، أحدى الناجيات الإيزيديات وعضو في شبكة أصوات الناجيات: "لم ير العديد من الناجين والناجيات الذين فروا من داعش في عام 2014 أي من مقدمي خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي على الإطلاق. من المهم جدًا أن يعرف الناجون والناجيات أن هناك أشخاصًا يفكرون بهم، وهناك أشخاص يدعمونهم لإعادة بناء حياتهم. ومن المهم أن تستمر خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لأن العديد من الناجين والناجيات سيحتاجون إلى دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي لفترة طويلة ليتمكنوا من التغلب على الصدمات والشفاء وإعادة بناء حياتهم ".
سيعمل نظام الإحالة كإطار رئيسي يمكن من خلاله للمستفيدين والمستفيدات من قانون الناجيات الأيزيديات الوصول إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، لحين تجهيز الإطار المؤسسي الرسمي للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي بشكل صحيح وفعال. ستساعد المنظمة الدولية للهجرة في العراق على تعزيز نظام الإحالة على مدار هذا العام من خلال بناء القدرات والدعم العيني والتمويل. بالتوازي مع ذلك، ستبدأ المديرية العمل لبناء منشأة متخصصة بالصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للمستفيدين من قانون الناجيات الأيزيديات بالتعاون مع وزارة الصحة.
وقالت المدير العام لشؤون الناجيات، السيدة سراب الياس بركات: “هذه خطوة مهمة في تنفيذ قانون الناجيات الأيزيديات. نحن سعداء بهذا التعاون مع المنظمات غير الحكومية لتقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للناجين والناجيات الذين يعانون بشدة والذين هم في أمس الحاجة إلى هذا الدعم. ستمكّن آلية الإحالة هذه الناجين والناجيات من الوصول إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في مناطق إقامتهم. "
قال السفير البريطاني في العراق، مارك برايسون ريتشاردسون: "تواصل المملكة المتحدة الدفاع عن حقوق الناجين وتظل مدافعة قوية عن تنفيذ قانون الناجيات الأيزيديات. يسعدنا إطلاق نظام الإحالة - كان للفظائع التي ارتكبها داعش تأثير عميق على هذه المجتمعات؛ تظل الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي ضروريين. نحن نتطلع إلى مواصلة تعاوننا الوثيق مع المنظمة الدولية للهجرة والمديرية العامة لشؤون الناجيات لتقديم المزيد من المساعدة للناجين والناجيات."
وقال السيد يلايوخم داوتس، السكرتير الثاني للقنصلية العامة لهولندا "الحكومة الهولندية هي شريك فخور جدًا بالمنظمة الدولية للهجرة لدعمها الملحوظ في وضع وتنفيذ قانون الناجيات الأيزيديات. يسعدنا جدًا أن نرى هذه الخطوة - ونأمل أن تكون واحدة من العديد من المبادرات- سيكون لها تأثير مباشر على حياة أولئك الذين تأثروا بشكل مدمر للغاية قبل تسع سنوات. هذه علامة قوية حقًا على اتخاذ خطوات ناجحة في السعي لتحقيق العدالة الانتقالية وخطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر تفاؤلاً لمن تأثروا بما حدث".
يمثل قانون الناجيات الأيزيديات إطارًا مؤسسيًا رئيسيًا للتصدي لما خلفته جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش ضد الأيزيديين والشبك والتركمان والمسيحيين، وينص أيضًا على مجموعة متنوعة من الحقوق والمزايا - بما في ذلك الراتب الشهري ودعم إعادة التأهيل وقطعة أرض - للنساء و الفتيات اللواتي نجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والأطفال الذين نجوا من الاختطاف على أيدي داعش.