كلمة نائب الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة/ المنسق المقيم/ منسق الشؤون الإنسانية في العراق بمناسبة اليوم العالمي للتطوع
٠٥ ديسمبر ٢٠٢٣
بغــــــداد- العراق
السيد أحمد محمد المبرقع، معالي وزير الشباب والرياضة،
الدكتور ماهر جوهان، وكيل وزير التخطيط،
الدكتور فاضل الرحيم، مدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات في وزارة الخارجية،
الدكتور ياسين عباس، رئيس منظمة الهلال الأحمر العراقي
السيدة كويوكو يوكوسوكا، نائب المنسق التنفيذي لمتطوعي الأمم المتحدة،
السيدات والسادة الحضور،
أود أن أشكركم جميعاً لوجودكم معنا اليوم للاحتفال باليوم العالمي للتطوع. لقد حطت رحلتي منذ بضع ساعات فقط في بغداد، إلا أنني لم أستطع أن أفوت فرصة التواجد معكم في هذا اليوم وذلك احتراماً وتقديراً للملايين من المتطوعين حول العالم.
إن هذا اليوم يعني لي الكثير، ليس فقط لأنني عملت سابقاً مع هذه المنظمة الرائعة المسماة ببرنامج الأمم المتحدة للمتطوعين، حيث التقيت بالألاف منهم حول العالم ممن يعلمون في أنشطة العمليات الانسانية، الأعمال الخيرية، أو ببساطة من خلال ممارسة مواطنتهم بالمشاركة في الاجتماعات والأنشطة المجتمعية الأخرى. بل أيضاً لأنني أتي من خلفية وعائلة رزع فيها حب التطوع منذ الصغر. وأود هنا أيضاً أن أذكر زوجتي التي رافقتني خلال ال 25 سنة الماضية من مسيرتي المهنية، حيث كانت تقوم حينها فقط بالعمل التطوعي في كل محطة من تلك المحطات. في الحقيقة، كانت معي هنا في العراق في العام 1997 تتطوع وقتها في مركز للأطفال من ذوي الاعاقات، وأحد هؤلاء الأطفال، واسمه أحمد، هو حالياً أحد الأبطال في الألعاب الباراليمبية.
اسمحوا لي أن أتابع كلمتي بالانكليزية.
يمثل اليوم العالمي للتطوع، والذي يحتفل به العالم في 5 كانون الأول من كل عام، منبراً راسخاً لتعزيز جهود المتطوعين والاعتراف بها، وتشجيع المشاركة العامة ورفع الوعي بشأن الأثر العميق الذي تتركه الأنشطة التطوعية على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
إن شعار هذه السنة "لو تطوع كل شخص بما يمكنه..." يركز على العمل الجماعي والتفاعل المباشر بين الأشخاص والعمل سويةً والمشاركة والعطاء، وهي قيم تنعكس بجلاء في مبادئ العمل التطوعي.
ونحن في غاية الفخر بمتطوعي الأمم المتحدة البالغ عددهم (123) من المتطوعات والمتطوعين المحليين والدوليين الذين يعملون حالياً في العراق، حيث تشكل المتطوعات ما نسبته (48%) منهم.
إنهم يدعمون أنشطة الأمم المتحدة على امتداد محافظات مختلفة في العراق، بما يقدمونه من خبرات ودعم في مجالات حقوق الإنسان والتغير المناخي والبيئة والصحة والمشاركة المجتمعية والتواصل والدعم العملياتي.
وإذ نلتقي هنا اليوم، لا بد من الاعتراف بالنمو السكاني الهائل الذي شهده العراق، اذ يقدر عدد سكانه حالياً بـ (43) مليون نسمة، مما يجعله واحداً من أسرع بلدان العالم نمواً في السكان.
وتتيح هذه الزيادة السكانية فرصاً كبيرة، لاسيما في تسخير مواهب شبابنا من اجل التنمية المستدامة.
بيد أن سوق العمل في العراق، وكما تعلمون جيداً، لا يستجيب على نحو فعال للطلب، وخصوصاً فيما يخص خريجي الجامعات والشباب الآخرين الذين يتوقون إلى تكوين أسرهم واعالة عوائلهم.
وإزاء هذه الخلفية، أصبحت فرص العمل التطوعي في العراق مساراً حاسماً بالنسبة للشباب، بغية تعلّم مهارات جديدة وتطبيق ما تعلموه في دراستهم.
وفي العراق، نفتخر بالاحتفال باليوم العالمي للتطوع بالاشتراك مع الحكومة العراقية لتأكيد التزامنا بتعميم إدماج العمل التطوعي والمشاركة المدنية في خطط التنمية الوطنية، وبالتالي إدماجهما في برامج فريق الأمم المتّحدة القُطريّ.
وفي أعقاب مؤتمر الحوار الوطني للشباب الذي عُقد في شهر آب 2023، اتخذت الحكومة العراقية قرارات مهمة، تؤكد على تشجيع العمل التطوعي من خلال التعيينات والعقود والفرص التعليمية.
ويتيح لنا هذا الزخم فرصة فريدة لاستكشاف كيف يمكن لمتطوعي الأمم المتحدة دعم فريق الأمم المتّحدة القُطريّ والحكومة للوفاء بهذا الالتزام لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً وشمولاً لكافة شباب العراق.
وبمناسبة اليوم العالمي للتطوع، نوحد صفوفنا من اجل الإقرار بروح العمل التطوعي وإسهامات المتطوعين القيّمة في إحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتنا المحلية والمجتمع ككل.
فلنقتدي بروح التطوع وقوة العبارة "لو تطوع كل شخص بما يمكنه......".
معاً، يمكننا التغلب على التحديات التي تعيق احراز تقدم في مسار خطة عام 2030. لنقف متحدين ونعمل يداً بيد ونبني مستقبلاً مزدهراً ومستداماً وشاملاً للجميع.
أشكركم، وأتمنى لكم مشاركة بناءة في هذا الاحتفال.
صاحب الخطاب
غلام محمد إسحق زى
نائب الممثل الخاص، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق