منظمة الأغذية والزراعة في العراق تعلن عن إطلاق المرحلة الثانية من مشروع تحسين الصحة الحيوانية في العراق

 يسر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الإعلان عن إطلاق المرحلة الثانية من المشروع الذي يحمل عنوان "تحسين تقديم خدمات الصحة الحيوانية ومراقبة الأمراض في العراق" بتمويل من وكالة الحد من التهديدات الدفاعية الأمريكية (DTRA) ستعتمد هذه المبادرة التحويلية، التي ستنفذها منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع وزارة الزراعة العراقية، على النجاحات والممارسات المثلى خلال المرحلة الأولى من المشروع من عام 2019 إلى عام 2023.

خلال المرحلة الأولى، حقق المشروع نتائج مهمة وضعت الأساس لتعزيز خدمات الصحة الحيوانية ومراقبة الأمراض في العراق. وكشفت مراجعة شاملة للإطار القانوني الذي يحكم الخدمات البيطرية عن ضرورة تبسيط الأنظمة لتجنب التجزئة والثغرات المحتملة. وأسفرت الجهود المشتركة التي بذلتها منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الأمريكية للحد من التهديدات الدفاعية ووزارة الزراعة على النجاح في تدريب 1,595 من الكوادر الوطنية من بينهم 499 امرأة (31.2%) و1,096 رجلاً، من خلال تنظيم ورش العمل بين سنتي 2021 و2023.

وامتد تأثير المشروع إلى مجموعات متنوعة، بما في ذلك  المزارعون، أصحاب الحيوانات، التجار، أعضاء الجمعيات،  موظفي المختبرات ، الأطباء البيطريين الميدانيين والمهنيين من الإدارات ذات الصلة. ويسرت ورش العمل رفع الوعي العام، ومكّنت المشاركين من تحديد الأمراض الحيوانية ذات الأولوية والاستجابة لها بسرعة. واكتسب الأطباء البيطريون مهارات جديدة، مما أدى إلى تحسين تقديم الخدمات، بفضل توفير معدات مختبرية لتعزيز القدرات التشخيصية.

بالإضافة إلى ذلك، أدى إدخال تكنولوجيا التقارير الإلكترونية في ست محافظات مستهدفة إلى تعزيز استجابات الإنذار المبكر، مما ساعد على اتخاذ القرار في الوقت المناسب. إن نجاح المرحلة الأولى يمهد الطريق لمواصلة وتوسيع هذه الجهود الحاسمة في المرحلة الثانية من المشروع.

وبناءً على الإنجازات والدروس المستخلصة من المرحلة الأولى، تم توقيع اتفاقية مدتها سنتان، وتخصيص 3.9 مليون دولار أمريكي لمواصلة تعزيز التعرف على الأمراض ،  التشخيص ،  علم الأوبئة،  تحليل البيانات،  الإبلاغ ،  وأنظمة التحذير المبكر.

المرحلة الثانية من المشروع و التي تحمل اسم "تعزيز التشريعات البيطرية في العراق وتوسيع نطاق تقديم خدمات الصحة الحيوانية ومراقبة الأمراض"، بتدريب الموظفين البيطريين بشكل استراتيجي في محافظات السليمانية وديالى وميسان والنجف. ومن خلال الاستفادة من خبرات الموظفين الفنيين المدربين في المرحلة الأولى، تمثل هذه المبادرة قفزة نوعية من أجل قطاع صحة حيوانية مستدام ومرن.

و أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق، الدكتور صلاح الحاج حسن، على التزام المنظمة الثابت بدعم توفير خدمات بيطرية قوية تهدف إلى التخفيف من مخاطر انتشار الأمراض الحيوانية شديدة الخطورة في جميع أنحاء العراق والمناطق المجاورة. ويؤكد أن "تحسين الصحة الحيوانية أمر بالغ الأهمية لتعزيز الرفاهية العامة وسبل العيش في المنطقة. وتفخر منظمة الأغذية والزراعة بجهودها مع الشركاء، مما يساهم بشكل فعال في الحد من تهديدات انتشار الأمراض وتعزيز بيئة مرنة وآمنة."

من جانبه شدد الوكيل الفني لوزارة الزراعة الدكتور ميثاق الخفاجي على التزام الوزارة بالجهود المشتركة، قائلاً: "من خلال هذه الشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة والوكالة الأمريكية للحد من التهديدات الدفاعية، نؤكد مجددًا اهتمامنا ببناء قطاع بيطري قادر على الصمود. وتمثل هذه المبادرة شهادة على التزامنا المشترك تجاه رفاهية مجتمعاتنا، وضمان صحة وازدهار مواشينا وشعبنا "

وأشاد مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، الدكتور عبد الحكيم الواعر، بهذه الجهود وأكد: "إن إطلاق المرحلة الثانية من هذا المشروع يعد خطوة حاسمة في تعزيز الخدمات البيطرية. فهذه المبادرة لا تعزز قدرة العراق فحسب، بل تساهم أيضًا في تعزيز القدرة الإقليمية على مواجهة الأمراض الحيوانية شديدة التأثير. وتعكس هذه المبادرة التزام منظمة الأغذية والزراعة بالتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، مما يضمن صحة المجتمعات وازدهارها."

وستساهم الأنشطة في إطار المرحلة الثانية في تعزيز نظام الإنذار المبكر الذي يدعم الكشف المبكر عن حالات تفشي الأمراض وتشخيصها ومكافحتها. وسيركز المشروع المشترك أيضًا على تطوير الاستراتيجيات والسياسات اللازمة لاستدامة الخدمات البيطرية داخل المحافظات المستهدفة من خلال نموذج "تدريب المدربين".

و تتوافق هذه المبادرة مع العديد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف 2: القضاء على الجوع، والهدف 3: الصحة الجيدة والرفاهية، والهدف 5: المساواة بين الجنسين، والهدف 13: العمل المناخي، مما يؤكد الالتزام بنهج شامل ومتكامل نحو التنمية المستدامة.