اليونيدو وحكومة اليابان رائدتين في مجال سلامة الأغذية والنظافة العامة وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي في قضاء بردرش
نفذت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) برنامجاً للتدريب على سلامة ونظافة الغذاء للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في قضاء بردرش
نفذت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) برنامجاً للتدريب على سلامة ونظافة الغذاء للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في قضاء بردرش، محافظة دهوك، بدعم مالي من حكومة اليابان. كان البرنامج، الذي امتد من 17 إلى 23 كانون الأول/ديسمبر 2023، جزءًا من مشروع "دعم سبل العيش في حالات الطوارئ للتخفيف من أزمة انعدام الأمن الغذائي بين الفئات الهشة في العراق"، والذي اعتمد على الجهود الناجحة السابقة لتحسين سبل العيش للاجئين والمجتمعات المضيفة الهشة والمتضررة من الصراعات الإقليمية.
وكان الهدف الرئيسي للبرنامج التدريبي هو الحد من أزمة انعدام الأمن الغذائي في المنطقة. شارك في التدريب ستة عشر من أصحاب الأعمال في بردرش الذين تم اختيارهم للتدريب المتخصص من الذين يعملون في تصنيع منتجات الألبان وغيرها من المشاريع ذات الصلة بالأغذية.
بردرش، التي يقطنها حوالي 37,000 شخصا بما في ذلك العديد من اللاجئين وتقع على بعد حوالي 88 كيلومترًا من أربيل، قد نجحت في إنشاء مكانة لنفسها كمركز زراعي بالغ الأهمية. تتمتع بردرش بمراعي طبيعية تساعد على رعاية الماشية بالإضافة إلى زراعة الخضروات والحبوب مثل القمح والشعير والأرز، وتعد مثلا على التناغم بين هذه الأنشطة الزراعية.
في الماضي، كانت تربية الأغنام والماشية في الغالب تهدف إلى تزويد مصانع الألبان بالمواد الخام الأساسية لإنتاج منتجات الألبان مثل الزبادي، وهو أحد الأطعمة الرئيسية في جميع أنحاء المنطقة. وفي وقت لاحق، وجدت هذه المنتجات الغذائية طريقها إلى مدن مختلفة في جميع أنحاء إقليم كوردستان العراق، مما أدى إلى الحفاظ على الأمن الغذائي وسبل العيش المستدامة لمجتمع بردرش.
ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا في محركات السوق، مما وضع بردرش أمام تحديات جسيمة. ومن بين الفئات الأكثر تضرراً هم من أصحاب المصانع والمزارعون، الذين كان لتضررنشاطهم تأثير مضاعف على المجتمع المحلي الأوسع. وتمتد العواقب السلبية إلى ما هو أبعد من الصعوبات الاقتصادية، حيث تترجم إلى فقدان الوظائف والدخل، مما يؤثر بالتالي على قدرة الأسر على إعالة نفسها.
ويمكن إرجاع تضاؤل الاهتمام بتربية الماشية، وخاصة المخصصة لإنتاج الحليب، إلى واردات مشتقات الألبان من البلدان المجاورة. وقد أدى ارتفاع المنافسة الخارجية إلى تراجع مثير للقلق بنسبة 80 في المائة في الطلب على الحليب المشتق من الأغنام والماشية المحلية، مما أدى إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهها القضاء وسكانها.
تم تصميم برنامج التدريب على السلامة والنظافة العامة للمعامل الصغيرة والمتوسطة في بردرش لتزويد المصانع المحلية بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحسين أدائها في السوق المحلية والتنافس مع منتجات الألبان المستوردة. وقد وفر التدريب الشامل منصة لتبادل المعرفة والمهارات التقنية في الصناعة، مع التركيز على السلامة في مكان العمل، والحفاظ على معايير النظافة الصارمة. كما تناولت الدورة تقنيات إدارة الأعمال للمساعدة في اكتساب ميزة تنافسية في السوق، حيث غطت موضوعات مثل تحسين توزيع الموظفين، وتنفيذ إجراءات الإدارة المالية الصارمة، وإدارة علاقات الموظفين، وتطوير استراتيجيات للترويج والتسويق الفعالين.
وأكد السيد ديندار فريق، مدرب ومدير وحدة مراقبة الجودة في وزارة التجارة والصناعة لحكومة إقليم كوردستان، أهمية البرنامج التدريبي، لا سيما في تبني ممارسات حديثة للنظافة والمهنية. وأضاف: "من خلال مزج مهاراتهم التقليدية مع الأساليب الحديثة المقدمة في هذا البرنامج، ستكون المعامل الصغيرة والمتوسطة مستعدة بشكل أفضل لتحسين انشطتها التجارية".
ولا تقدم المعامل الصغيرة والمتوسطة المشاركة في المشروع مساهمة كبيرة في الاقتصاد المحلي فحسب، بل تلعب أيضًا دورًا حاسمًا في توفير فرص العمل الأساسية داخل المجتمع. وأشار عبد الستار يونس، وهو مدرب آخر يتمتع بخبرة في تطوير ريادة الأعمال داخل إقليم كوردستان العراق، إلى أن "المشاريع الصغيرة والمتوسطة ضرورية لتعزيز النمو المستدام في اقتصاد بردرش، حيث تلعب دورًا مهمًا في توليد فرص عمل جديدة. إن تطويرها أمر بالغ الأهمية لمساعدة العديد من الأسر والأفراد المحليين على طريق الخروج من الفقر".
وقال السيد برزان مصطفى، وهو صاحب مصنع ألبان في بردرش ومشارك في برنامج التدريب: "مع تطور أعمال الألبان المحلية وزيادة الدعم، مثل التدريب الذي نظمته منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، أصبح بإمكان أفراد المجتمع المحلي المشاركة مرة أخرى في تربية الماشية، كسب الأرباح من بيع الحليب لإعالة أسرهم. وأضاف: "لم نتمكن من المشاركة في هكذا نوع من التدريب من قبل، وجميع المعلومات المقدمة ضرورية لتطوير منتجاتنا وأعمالنا بشكل عام."
وقال صاحب مصنع ألبان آخر ومشارك في التدريب، السيد جليل خليل مولود، "إن التدريب يساهم في تطوير مشاريع تصنيع الألبان، وتعزيز توسيع العمليات التجارية وتوفير فرص العمل، وخاصة للشباب العاطلين عن العمل". كما عبر جليل على اهمية جانب بناء جسور التواصل قائلاً: "علاوة على ذلك، قدم التدريب فرصة قيمة لأصحاب الأعمال للتواصل. لقد سمح لنا بمناقشة المخاوف المشتركة ومعالجة القضايا التي لم يتم استكشافها من قبل."
أعرب عدد كبير من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة عن حاجتهم إلى آلات ومعدات جديدة أو تكميلية من شأنها أن تساهم في توسيع وتطوير مشاريعهم المنتجة للألبان. وتعتزم اليونيدو بالتعاون مع حكومة اليابان توفير هذه المعدات الحيوية لمواصلة دعم معامل بردرش بالاضافة الى التدريب، وبالتالي تطوير صناعة الأغذية التقليدية وتحسين سبل عيش المجتمع المحلي.
للمزيد من المعلومات يمكن الأتصال ب:
ئيزومي ئوكاوا، المنسق الدولي للمشروع