الإمكانات التحوّلية لبرنامج الأشغال العامة في محافظة نينوى في العراق

12  شباط/فبراير 2024

نينوى، العراق (أخبار منظمة العمل الدولية) – أقامت منظمة العمل الدولية بالتعاون مع وزارة التخطيط العراقية و بدعم من الاتحاد الأوروبي حلقة نقاش في الجامعة التقنية الشمالية في محافظة نينوى لمناقشة إمكانات الأشغال العامة في توليد فرص عمل لائقة و توسيع التغطية الاجتماعية و المساهمة في إعادة الإعمار و التنمية المحلية المستدامة.

جمعت المناقشة بين ممثلين عن المؤسسات الحكومية و إتحاد الصناعات العراقية و النقابات العمالية والأكاديميين لتعزيز التبادل الديناميكي للأفكار والمعرفة و التجارب حول إنشاء برنامج وطني للأشغال العامة في العراق.

افتتحت د. علياء عباس عطار، رئيسة الجامعة التقنية الشمالية النقاش بالإشارة إلى أن برامج الأشغال العامة يمكن أن يوفر فرصة لتطابق أفضل بين التعليم ومتطلبات أسواق العمل. وقالت د. عباس عطار: "يمكن للأشغال العامة توفير تدريب عملي للشباب، مما يحسن مهاراتهم ويجعل من السهل عليهم الحصول على عمل ودمجهم في سوق العمل".

وسّعت المنسقة القطرية لمنظمة العمل الدولية في العراق، مها قطاع، النقاش من خلال التأكيد على أن "برنامج الأشغال العامة المصمم بشكل جيد يمكن أن يرسّخ الأسس لنظام اقتصادي واجتماعي أقوى و أكثر مرونة و تكاملاً، قادر على توفير فرص عمل لائقة ومستدامة للسكان و تغطيتهم بحماية اجتماعية شاملة وتعزيز الظروف الأساسية لتحقيق السلام والازدهار الدائمين".

واستعرض خبراء منظمة العمل الدولية في مداخلاتهم مرونة برامج الأشغال العامة في معالجة أهداف متعددة، مما يعتبر ذات أهمية بالغة في سياق المشهد العراقي. وأشاروا إلى العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها في تصميم وتنفيذ برامج الأشغال العامة، بما في ذلك علاقتها بالبرامج الحالية للحماية الاجتماعية والتوظيف، وأهمية تضمين مبادئ العمل اللائق و التدريب على المهارات لدعم انتقال المشاركين إلى العمل اللائق؛ والنظر في تحديد المشاريع المحددة التي يجب تنفيذها ضمن البرنامج. علاوة على ذلك، قدمت العروض التقديمية أفضل الممارسات الدولية من مختلف البلدان، بما في ذلك الهند واليونان والأردن وجنوب أفريقيا والفلبين.

وأعقب الجلسة الفنية نقاش حول الخطوات التي يجب اتخاذها من قبل وزارة التخطيط ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية و التنظيمات العمالية وأصحاب العمل والقطاع الخاص والمجتمع المدني و المنظمات القائمة على المجتمع، فضلاً عن الشركاء التنمويين، بما في ذلك منظمة العمل الدولية في العراق، لتسريع  تطوير برنامج للأشغال العامة.

شملت المقترحات إجراء تقييمات و تحليلات لتوجيه تصميم وتنفيذ البرنامج في محافظة نينوى و تحديد مصادر التمويل المستدامة للمبادرة؛ و اعتماد السياسات والإجراءات التشغيلية القياسية ذات الصلة بالاضافة الى تعزيز القدرات على كل من مستوى المحافظة والمستوى المحلي لتنفيذ فعّال للبرنامج.

إنعكاساً حول مناقشات الحلقة النقاشية، أكدت السيدة علياء الحمادي، رئيس قسم سياسات التشغيل في وزارة التخطيط، أن نجاح برنامج الأشغال العامة في محافظة نينوى وفي العراق ككل يتطلب جهود حقيقية من جميع الأطراف المعنية. وقالت: "سيتطلب أيضاً التغلب على جميع العقبات التي تقف في طريقنا معاً ومنح الوقت الكافي لنجاح البرنامج. أعتقد أن الجميع متحمس للأشغال العامة التي ستعود بالفائدة على المجتمع و البلد على حد سواء".

في ختام الورشة، أكدت السيدة باربرا إغر، رئيسة قسم التعاون في المفوضية الأوروبية في العراق، أن العراق في مرحلة تجتمع فيها جميع المكونات الضرورية ومنها الحاجة إلى البناء و إعادة البناء للمستقبل، و قوة عمل شابة مؤهلة، وضرورة توفير الضمان الاجتماعي لعمال القطاع الخاص، و الموارد المالية المتاحة — التي يمكن استثمارها في الجهد الجماعي حول برنامج الأشغال العامة. "لدى محافظة نينوى الفرصة للمضي قدماً وإيجاد مزيد من فرص العمل الأفضل التي تساهم أيضاً في الصالح العام".

تم إقامة ورشة العمل كجزء من برنامج الاتحاد الأوروبي لحماية الاجتماعية في العراق: "الاستجابة الفعالة وتسريع الإصلاح"، والذي يتم تنفيذه بالتعاون بين حكومة العراق و منظمة العمل الدولية واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي.