في يومهم العالمي، يحتفل ممرضو وممرضات العراق بتفانيهم ومساهماتهم الإنسانيةو البطولية
12 أيار/مايو 2024، بغداد، العراق
في 12 أيار/مايو من كل عام، يحتفل الممرضون والممرضات في العراق وفي جميع أنحاء العالم باليوم العالمي للتمريض، ومن بين هؤلاء مشتاق نجم الدين ممرض أطفال في مركز أمراض الدم والأورام للأطفال في مستشفى رعاية الأطفال التعليمي في المدينة الطبية في العاصمة بغداد.
يعيش مشتاق في محلة صغيرة على بعد 30 كم جنوب بغداد. يتضمن صباحه الباكر رحلة يومية الى العمل تستغرق ساعتين تقريبا" اذ غالبا ما تكون الطرق مزدحمة مع اختناقات مرورية شديدة. و على الرغم من هذه الصعوبات ، يصل مشتاق إلى المستشفى كل يوم بابتسامة مشرقة على استعداد للعناية بالمرضى الصغار الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة: "أريد أن أرى الأمل ينعكس في ابتسامات المرضى الصغار عندما ينظرون الي .. فقد أصل متعبا ، لكن جزءا من وظيفتي هو أن أظهر لهم ابتسامتي ليعرفوا أن التعافي ممكن."
لا يخلو عمل مشتاق في مركز أمراض الدم والأورام عند الأطفال في مستشفى رعاية الأطفال التعليمي في المدينة الطبية في بغداد من التحديات فهو يواجه ضغوطا مهنية ونفسية وجسدية كبيرة ويتحمل ساعات عمل طويلة لا يمكن التنبؤ بها ويرى الأطفال يعانون من الألم وعدم الراحة، وهنا يعلق مشتاق قائلا" "أشعر أحيانا بالإحباط والتوتر، لكن دعم الفريق الطبي الذي أعمل معه يمنحني القوة والعزم على اتمام واجباتي."
ويضيف: وصلت إلى المكتب هذا الصباح وتفقدت على الفور سارة الصغيرة. و هي فتاة تبلع من العمر 6 سنوات تكافح سرطان الدم. كنت قد تركتها نائمة في وقت متأخر من الليلة الماضية بعد فحص حالتها واعطائها ادويتها. قالها بصوت مثقل بالحزن. لم استطع التوقف عن التفكير فيها طوال الليل. لدي ابنة بنفس عمرها.
ويعتقد مشتاق الحاصل على درجة الدكتوراه في تمريض الأطفال أن التعلم المستمر بالنسبة للممرض أمر بالغ الأهمية لدعم نجاحه في المجال الطبي كما يوضح ان تجاربه اليومية تعزز فخره بكونه ممرضا حاصلا على تعليم جامعي فمهاراته العالية غالبا ما تساعده على إرسال مرضاه مع عائلاتهم إلى المنزل وهم قد تعافوا من المرض فهو يشعر بالراحة والسعادة عند مشاهدة فرحة العائلات وهم يرون أطفالهم يتعافون ويعودون للضحك والتحدث معهم في راحة مرة أخرى.
واحتفالا باليوم العالمي للتمريض، تسلط منظمة الصحة العالمية في العراق الضوء على قصة مشتاق التي تؤكد تفانيه العالي في مهنته ورعايته البالغة لمرضاه الصغار. ويتردد صدى تجاربه مع تجارب العديد من الممرضين والممرضات الجامعيين في العراق و اللذين يواجهون تحديات يومية مماثلة. ويوضح مشتاق: "رغم صعوبتها، تتطلب مهنتي المرونة والقوة والصبر لدعم المرضى وعائلاتهم في الأوقات الصعبة."
وشدد الدكتور جورج كي زيربو، ممثل منظمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في العراق على الدور البارز للممرضين والممرضات مثل مشتاق في النظام الصحي بشكل عام. كما أشاد بتفانيهم الثابت وعملهم الجماعي مثمنا" مساهماتهم الكبيرة في دعم المرضى وعوائلهم خلال الأوقات السعيدة والصعبة موضحا" بالقول: "تفخر منظمة الصحة العالمية بدعم خدمات التمريض في العراق وتقر بدورها الأساسي في حماية صحة ورفاه الأجيال القادمة".