تعزيز الاقتصاد المحلي في قضاء بردرش من خلال التدريب على سلامة و جودة الأغذية
أقامت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، بالتعاون مع وزارة الصناعة والمعادن العراقية، دورة تدريبية حول جودة وسلامة الأغذية
قضاء بردرش - أقامت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، بالتعاون مع وزارة الصناعة والمعادن العراقية، دورة تدريبية حول جودة وسلامة الأغذية لعدد من المعامل الصغيرة والمتوسطة في قضاء بردرش. وكان هذا التدريب ضمن نشاطات مشروع "الدعم الطارئ لسبل العيش للتخفيف من أزمة انعدام الأمن الغذائي بين الفئات الهشة في العراق"، بتمويل من الحكومة اليابانية. تم عقد التدريب في الفترة من 8 إلى 11 تموز 2024، واجرى التدريب كوادر من المدربين من وزارتي الصحة والصناعة والمعادن في العراق ممن سبق وان شاركو في تدريب المدربين المنفذ في إطار المشروع. ودلت المشاركة الفعالة من الوزارتين على الجهود المتضافرة لتعزيز وتطوير قطاع المعامل الصغيرة والمتوسطة، وادراكا لدور هذه المشاريع في تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية.
يعد التدريب على نظافة وجودة و سلامة الأغذية للمعامل الصغيرة والمتوسطة بمثابة برنامج مكثف يهدف إلى تزويد المصانع المحلية بالمعرفة والمهارات الأساسية اللازمة لضمان السلامة في مكان العمل، والحفاظ على معايير النظافة، وتنمية منتجاتها في بيئة السوق التنافسي. ومن المتوقع أيضًا أن يخفف البرنامج من أزمة انعدام الأمن الغذائي التي تؤثر على المجتمعات الأكثر ضعفًا في العراق.
جمع التدريب 27 مشاركًا من عشرة مصانع مختلفة للالبان والراشي والمخللات مملوكة لمواطنين في قضاء بردرش. نجحت الورشة التدريبية في اشراك مجموعة متنوعة من المصانع الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في النسيج الاقتصادي الغني للمنطقة.
يلتزم برنامج التدريب بتشجيع كافة اطياف المجتمع المحلي من كلا الجنسين في المشاركة في التدريب. ومن بين المشاركين الـ 27، كان هناك خمس نساء، و سبعة من النازحين. ويعكس هذا المزيج مراعاة اليونيدو توسيع نطاق المشاركين ليشمل المجتمعات المهمشة، مما يضمن وصول فوائد التدريب إلى نطاق واسع من سكان القضاء.
تم تصميم المواضيع التي تم تناولها خلال التدريب بدقة لتلبية الاحتياجات المحددة للمعامل المشاركة. وتشمل هذه المواضيع مواصفات المواد الخام والبدائل، وسلامة الأغذية، و نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة (HACCP)، وتخطيط مكان العمل وتصميمه، والتلف ودور الاحياء المجهرية الدقيقة في سلامة الأغذية، والظروف التي تعزز أو تمنع نمو البكتيريا والميكروبات، والنظافة الشخصية والممارسات الآمنة لمنع التلوث المتبادل، وتقليل المخاطر الناجمة عن الأجسام الغريبة والآفات والمواد الكيميائية، وجودة متطابقة للمنتج من خلال تدابير مراقبة صارمة، وتقنيات لإطالة مدة صلاحية المنتجات، وحلول التخزين الفعالة وممارسات إدارة النفايات، وحماية المنتجات من خلال استراتيجيات التعبئة والتغليف الفعالة.
من جانبه سلط السيد محمد جاسم، الذي يعمل في مصنع صغير لإنتاج الالبان والمدارة من قبل عائلته، الضوء على الأفكار القيمة المكتسبة من التدريب. وذكر أنه تعلم ممارسات التخزين والتعامل الأساسية مع الأغذية، والتي تعد ضرورية لمنع التلوث وضمان سلامة منتجات الألبان. وشدد السيد جاسم على أهمية ضبط درجات الحرارة الصحيحة لتخزين أنواع مختلفة من المواد الغذائية والمخاطر المحددة المرتبطة بانتاج الألبان. وقد مكنته هذه المعرفة من تنفيذ أفضل الممارسات بشكل فعال، وتعزيز سلامة الأغذية بشكل عام في عمليات التصنيع حيث قال: "سنستفيد من هذا التدريب لتعزيز عمليات تطوير منتجاتنا، وضمان أن منتجاتنا تلبي أعلى معايير الجودة والابتكار."
وأشارت السيدة جنار عبد السلام، التي تعمل في مصنع صغير للمخللات، إلى الفجوة الكبيرة بين الممارسات التقليدية والمعرفة العلمية الحديثة. يعد دمج هذه الأفكار أمرًا بالغ الأهمية لتحسين المعايير العامة. حاول التدريب تغطية كل جانب من جوانب عملية الإنتاج، مع التركيز على معايير الصحة ودرجة الحرارة، وفهم التفاعلات الكيميائية والأحماض. ويضمن هذا الفهم الشامل الامتثال للمتطلبات التنظيمية ويعزز سلامة المنتج وسلامته. وجدت السيدة عبد السلام أن التدريب منظم بشكل جيد وتفاعلي، مما يسهل على المشاركين ادراك المفاهيم المطروحة وتطبيقها بفعالية.
وقد لاحظ المدرب السيد رعد هادي، وهو موظف من وزارة الصحة/ دائرة الصحة العامة/ قسم الرقابة الصحية في بغداد وعضو المجلس الاستشاري لسلامة الأغذية في العراق، أن المتدربين استجابوا بشكل إيجابي لمواضيع الدورة التدريبية، وشاركوا بفعالية في المناقشات وأظهروا اهتماما كبيرا بـسلامة الغذاء وممارسات النظافة العامة. وأشار إلى أن العديد من المشاركين لديهم معرفة مسبقة بالمواضيع، مما أثرى المناقشات وأظهر مستوى عال من الوعي والاهتمام بضمان معايير السلامة. وشدد السيد رعد على أن التدريب المستمر ضروري للمعامل الصغيرة والمتوسطة في العراق. وأوضح: "من خلال إبقاء العمال على اطلاع بأحدث المعلومات في هذا المجال، فإن التدريب يعزز مهارات وخبرات القوى العاملة. وسيؤثر هذا التطوير بشكل كبير على جودة المنتج ومعاييره، مما يرفع من سمعة المصانع وقدرتها التنافسية ويساهم في التنمية الشاملة للصناعة المحلية". وأضاف: "إن التدريب المنتظم يعزز الابتكار، ويحسن الكفاءة التشغيلية، ويساعد المصانع الصغيرة والمتوسطة على تطبيق المعايير الدولية، وهو أمر اساسي لتوسيع نطاق الوصول إلى الأسواق ودفع النمو الاقتصادي".
وأشارت المدربة السيدة رامينا أثنائيل يوسف، المدير المساعد لقسم تطوير المشاريع في وزارة الصناعة والمعادن العراقية، دائرة التطوير والتنظيم الصناعي، إلى أن المتدربين أعربوا في كثير من الأحيان عن مخاوفهم بشأن توفر و تكلفة المواد الخام المحلية، مما يؤثر بشكل كبير على أسعار المنتجات. ويشكل تقلب أسعار هذه المواد تحديات في الحفاظ على تكاليف المنتجات و التنافسية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف مستمرة بشأن التنافس مع السلع المستوردة، والتي غالبًا ما تقدم أسعارًا أقل. وتتفاقم هذه المنافسة بسبب تفضيل العملاء للسعر على الجودة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى ارتفاع الطلب على المنتجات المستوردة على الرغم من الاختلافات المحتملة في الجودة مع المواد المنتجة محليًا. تؤكد هذه العوامل مجتمعة على التعقيدات التي يواجهها المتدربون في التاقلم مع اليات السوق وضمان تحديد المواقع التنافسية في الصناعة.
وشددت السيدة رامينا أيضًا على أن "برامج تتيح مثل هذا التدريب لا تقدر بثمن بالنسبة للمعامل الصغيرة والمتوسطة، لأنها تعزز معرفة ووعي موظفيها فيما يتعلق بممارسات سلامة و نظافة الأغذية." ومن خلال تزويد الموظفين بالمهارات الأساسية، تعمل هذه المبادرات على تقليل المخاطر الصحية والحوادث المحتملة في مكان العمل بشكل فعال. علاوة على ذلك، يساهم الوعي المتزايد في تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الخسائر التشغيلية. وأضافت: "هذا لا يعزز الإنتاجية الإجمالية فحسب، بل يخفض أيضًا التكاليف المرتبطة بالحوادث المتعلقة بالصحة بين الموظفين، ويلعب دورًا محوريًا في تعزيز بيئة عمل أكثر أمانًا وكفاءة للمصانع الصغيرة والمتوسطة".
يؤدي تحسين ممارسات النظافة والسلامة إلى زيادة جودة المنتج، وتعزيز ثقة العملاء بشكل أكبر. ومن شأن تعزيز الثقة هذا أن يزيد الإنتاج، ويخلق المزيد من فرص العمل، ويعزز الطلب على محاصيل المزارعين المحليين، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي. ومع تحسن جودة الانتاج، يشهد المجتمع ككل النمو والتطور. إن إعطاء الأولوية لهذه الممارسات لا يضمن معايير أفضل للصحة والسلامة فحسب، بل يساهم أيضًا في إنشاء نظام بيئي اقتصادي أكثر قوة واستدامة.
أثبت التدريب على سلامة الأغذية والنظافة للمصانع الصغيرة والمتوسطة في قضاء بردرش أنه خطوة مهمة نحو تعزيز ممارسات سلامة وجودة الأغذية المحلية الصنع. إن النهج الشامل للبرنامج والشمولية والتركيز على التطبيقات العملية قد زود المشاركين بالأدوات اللازمة لتحسين انتاجهم والمساهمة في نمو الاقتصاد المحلي وتطويره. ومن خلال الاستثمار في التدريب المستمر، يمكن للمصانع الصغيرة والمتوسطة في العراق تعزيز دورة التنمية المستدامة، ووضع نفسها كلاعبين رئيسيين في السوق.
إن التزام اليونيدو وحكومة اليابان بتمكين صناعة الغذاء في العراق من خلال شراكتهما مع وزارة الصناعة والمعادن واضح في جهودهما المستمرة لدفع التغيير الإيجابي والازدهار الاقتصادي. ومن خلال توفير التدريب الموجه للمصانع قيد النمو، فإنه يهدف إلى رفع معايير سلامة الأغذية وجودتها، وضمان استفادة الفئات الأكثر ضعفاً من الممارسات الصحيحة. إن الاهتمام بتحسين مهارات المعامل الصغيرة والمتوسطة لا يساعد فقط في التخفيف من أزمة انعدام الأمن الغذائي، بل يعزز أيضًا النسيج الاقتصادي في العراق، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر ازدهارًا وقدرة على الصمود.
للمزيد من المعلومات يمكن الأتصال ب:
ئيزومي ئوكاوا، المنسق الدولي للمشروع