تسليط الضوء على التقدم المحرز في المستوطنات العشوائية في البصرة: تقديم الإلهام للتنمية الحضرية المستدامة في العراق
٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤
البصرة، العراق – 4كانون الاول 2024 - انعقد في البصرة الاجتماع الرابع للجنة التوجيهية للمشروع الذي يمتد لأربع سنوات ونصف، "زيادة فرص الحصول على فرص العمل للسكان الحضريين المستضعفين في البصرة تصدياً لأزمة كورونا"، بتمويل من الاتحاد الأوروبي. وسلط الاجتماع الضوء على الإنجازات المهمة في المستوطنات العشوائية، وتبادل الدروس المستفادة، ووضع معايير للممارسات الجيدة القابلة للتكرار في جميع أنحاء العراق.
لقد حقق المشروع، الذي نفذه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بالتعاون مع شركاء محليين ومحافظة البصرة، 90٪ من أهدافه المخطط لها، مما أدى إلى تحويل حياة السكان بشكل كبير في المستوطنات العشوائية في كوبيا والأحرار وجرف الملح.
بدأ المشروع في عام 2021 في ظل ظروف صعبة، كجزء من استجابة الاتحاد الأوروبي للتصدي لجائحة كورونا في العراق. كان التركيز الأولي للمشروع على تحسين الظروف المعيشية الأساسية للسكان المستضعفين، وضمان قدرتهم على النجاة من الوباء والتعافي من آثاره الاجتماعية والاقتصادية. علق السيد ديفد هيلي، نائب السفير ورئيس القسم السياسي في وفد الاتحاد الأوروبي إلى العراق، قائلاً: "بدأ هذا المشروع في سياق الطوارئ، ودمج جهود الاتحاد الأوروبي لمعالجة أزمة كوفيد-19 في العراق، ومساعدة الناس والأماكن على الاستجابة للتحديات التي فرضها الوباء وتعزيز قدرتهم على التعافي. إن مشاهدة العديد من التحسينات منذ عام 2021 يمنحنا اليقين بأن البصرة لديها اليوم القدرة على التطور بشكل أفضل مما كانت عليه قبل الوباء. إنه بمثابة مثال لكل العراق حول كيفية دمج التنمية الحضرية المستدامة والتعافي الاجتماعي والاقتصادي وتحسين قدرات الإدارة بشكل فعال".
خلال الأشهر التسعة الماضية وحدها، أدت الاستثمارات الحاسمة في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى تحسين الظروف المعيشية لـ 20,790 من السكان بشكل مباشر. أدى توفير مرافق المياه النظيفة والصرف الصحي، إلى جانب البناء الجاري لـ 7.55 كيلومتر من الطرق، إلى تعزيز الاتصال بالخدمات وتقليل المشكلات المزمنة مثل الفيضانات بمياه الصرف الصحي. يتمتع السكان في هذه المناطق بإمدادات من مياه الشرب والحماية من الفيضانات الموسمية التي كانت تعطل الحياة اليومية في السابق.
كان الإنجاز الملحوظ الذي تم التأكيد عليه في الاجتماع هو تطوير منصة Basra GeoPortal، وهي أداة بيانات متطورة ترسم خرائط للمناطق المحرومة وتوجه التخطيط الحضري القائم على الأدلة. تعتمد السلطات المحلية الآن على المنصة لإعطاء الأولوية للتدخلات في المستوطنات غير الرسمية بشكل فعال. شاد السيد حيدر طعمة، رئيس بلدية شط العرب، بالمبادرة قائلاً:" تُظهر الحلول المصممة خصيصًا مثل هذه كيف يمكن للتخطيط المستنير أن يفيد السكان على الفور ويخلق خارطة طريق للحكم الرشيد في جميع أنحاء العراق. إنه لأمر يدعونا للفخر أن نعرف أن البصرة تحتل الآن هذا المنصب الرائد. ونحن ملتزمون بالتعاون بكل الوسائل المتاحة لضمان استدامة فوائد هذه المبادرة على المدى الطويل".
كما استعرض الاجتماع التأثير التشريعي للمشروع. وقد حفزت الحوارات السياسية رفيعة المستوى صياغة قانون وطني بشأن المستوطنات غير الرسمية في العراق، بهدف إضفاء الطابع الرسمي على الوصول إلى الحقوق الأساسية والخدمات الحضرية للسكان المعرضين للخطر. وبمجرد إقراره، يعد هذا القانون بتوسيع نطاق تقدم البصرة إلى نموذج وطني للتنمية الحضرية العادلة.
وتحدث السيد مسلم كاظمي، مدير برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في العراق، عن الآثار البعيدة المدى للمشروع: "بفضل دعم الاتحاد الأوروبي والتعاون القوي مع سلطات البصرة، فإننا نقدم حلولاً للتحديات الفورية ونعمل أيضًا على إنشاء أنظمة تضمن التنمية الحضرية المستدامة، والتأكد من شمول الجميع. إن إنجازات البصرة تلهم إمكانات التحول الوطني. هدفنا هو معالجة تحديات التخطيط الحضري المستدام، وتحسين الظروف البيئية، وتعزيز الخدمات للأحياء المحرومة في البصرة، وخاصة في المستوطنات غير الرسمية".
كما أن برامج التدريب المهني التي تم تطويرها بالشراكة مع منظمة العمل الدولية لها نفس القدر من الأهمية. فقد تم تدريب ستمائة رجل وامرأة عاطل عن العمل على مهارات مثل تقنيات البناء المستدامة، وصيانة الطاقة الشمسية، وإدارة النفايات. وتلبي هذه الكفاءات متطلبات سوق العمل المحلية مع تعزيز الممارسات المقاومة للمناخ، وخلق فرص أفضل للتوظيف على المدى الطويل والممارسات الصديقة للبيئة.
وأشارت السيدة مها قطا، رئيسة برنامج العراق التابع لمنظمة العمل الدولية، إلى أن "هذه المبادرة تزود الأفراد بالمهارات اللازمة ليس فقط لتأمين سبل العيش ولكن أيضًا لقيادة التغيير المستدام. ويعرض تنفيذ }دليل الإجراءات لإدارات التوظيف{ في البصرة إطارًا قابلاً للتكرار لخدمات التوظيف التي يمكن أن تعزز أسواق العمل في جميع أنحاء العراق".
واختُتِم الاجتماع بالإعلان عن احتفال مهم: افتتاح حديقة الغدير في جرف الملح في 5/12/2024. وستعمل الحديقة كمركز مجتمعي، مما يعكس تركيز المشروع على إنشاء مساحات عامة حضرية شاملة ومستدامة تعزز الصحة والرفاهية.
مع اقتراب المشروع من اكتماله في حزيران 2025، فإن التقدم الذي تمت مشاركته في الاجتماع يؤكد على إمكانية اتباع نهج تعاوني مبتكر لمعالجة التحديات الحضرية في جميع أنحاء العراق، والاستفادة من تجربة البصرة كنموذج يحتذى به للتنمية الحضرية المستدامة.
لمزيد من المعلومات:
خوان ﭭاييس روبليس | مدير المشروع
البريد الإلكتروني: juan.vallerobles@un.org
آنـا بايس | مسؤولة الاتصالات
البريد الإلكتروني: ana.paes@un.org