أصحاب المعالي والسعادة، السفراء ورؤساء البعثات،
ممثلو الحكومة العراقية والوزارات الشريكة،
الزملاء من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية،
السيدات والسادة الحضور الكرام،
يُشرِفُني ويُسعِدُني أن أنضم إليكم اليوم للاحتفال بيوم الصحة العالمي، وهي مناسبة لا تُخَلِد فقط تأسيس مُنظمة الصحة العالمية في عام 1948، بل تُمثل أيضًا دعوة سنوية للعمل من أجل تعزيز التِزامُنا المُشترك بالنُهوض بالصحة العامة للجميع.
يَحمِل شِعار هذا العام، "بدايات صحية، مستقبل واعد"، أهمية خاصة للعراق، إذ يُسَلِط الضوء على الأهمية القُصوى للاستثمار في صَحة الأمهات والمواليد والأطفال كركيزة للتنمية المستدامة والمُجتمعات القادرة على الصُمود.
على مدى أكثر من 75 عامًا، وَقَفت مُنظمة الصحة العالمية إلى جانب الدول في أوقات السِلم والأزمات، بدءًا من تنسيق الاستجابات العالمية لأوبئة الكوليرا، وإيبولا، ومؤخرًا كوفيد-19، مرورًا بِدعم حَمَلات التحصين الوطنية، وإعادة بناء النُظُم الصحية في البيئات الهَشة، ووصولاً إلى وضع المعايير الصحية المُستندة إلى الأدلة.
وفي العراق، تواصل منظمة الصحة العالمية العمل عن كُثُب مع وزارة الصحة والمؤسسات الوطنية من أجل تعزيز التأهب للطوارئ، ودعم الاستجابة للجائحة، وتعزيز الصحة العامة، ودفع إصلاح النظام الصحي إلى الأمام.
اليوم، هو أيضاً مناسبة للإحتفاء بالتقدم الملحوظ الذي أحرَزه العراق، بقيادة وزارة الصحة، وبدعم من تحالف واسع من الشركاء الوطنيين والدوليين. ومن أبرز الإنجازات:
- التنفيذ المرحلي لقانون التأمين الصحي، الذي باتَ يشمل أكثر من 776,000 شخص، ما يُسهِم في تحقيق التغطية الصحية الشاملة؛
- توسِعة البُنية التحتية الصحية وتحسين جودة الخدمات الصحية في مُختلف أنحاء البِلاد؛
- تطبيق نماذج مُبتكرة لتقديم الخدمات الصحية كالعربات الطبية المتنقلة، ومراكز صحة الأسرة، ووحدات الصحة المدرسية، بما يعكِس التزام العراق بالعدالة والشمولية.
وتنعكس هذه الجهود في تحقيق نتائج ملموسة، من أبرزها:
- انخفاض معدل وفيات الأمهات إلى 29.6 لكل 100,000 ولادة حية،
- وانخفاض معدل وفيات حديثي الولادة إلى 10.5 لكل 1,000 ولادة حية،
- بالإضافة إلى انخفاض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة إلى 19.7 لكل 1,000 ولادة حية.
هذه ليست مجرد أرقام، بل أرواح أُنقِذت، وأُسر حُميت، ونظام صحي يسير على درب التعافي والقدرة على الصمود.
كما نُشيد بقيادة العراق في مجال الصحة العامة، والتي تم الاعتراف بها من قبل منظمة الصحة العالمية من خلال الإنجازات التالية:
- إعلان العراق خاليًا رسميًا من داء التراخوما؛
- كونه أول بلد في العالم ينتقل من مبادرة القضاء على شلل الأطفال إلى الإدارة الوطنية الكاملة؛
- حصوله على اعتماد دولي مزدوج لبرنامج التدريب الميداني في علم الأوبئة.
وبِاسم أسرة الأمم المتحدة في العراق، نُجدد التزامنا الراسخ بدعم أجندة الصحة في العراق، بما ينسَجِم مع أهداف التنمية المستدامة وإطار التعاون الإنمائي المستدام للأمم المتحدة، الذي يخضع حالياً للمراجعة النهائية من قبلالحكومة.
وفيما ننظُر إلى المستقبل، أود التأكيد على ثلاث أولويات استراتيجية لشراكتنا المُستمرة:
- إعطاء الأولوية للعدالة والشمولية، وضمان حصول جميع العراقيين، لا سيما أولئك في المناطق النائية والمتأثرة بالأزمات، على الخدمات الصحية الأساسية؛
- الاستثمار في القوى العاملة الصحية والمشاركة المجتمعية، عبر تعزيز القيادة المحلية، وبناء شراكات مع المجتمع المدني، وتعزيز الثقة في المؤسسات العامة؛
- دمج العمل الصحي والمناخي من خلال بناء نُظُم صحية قادرة على الصمود أمام التغيُر المناخي والاستجابة للمخاطر الصحية المتزايدة.
معالي الوزير، الزملاء الأعزاء،
نحتفل اليوم بالإنجازات، ولكن الأهم أننا نتَطلع إلى المُستقبل بآمال كبيرة. وبالنيابة عن منظمة الصحة العالمية ومنظومة الأمم المتحدة ككل، أعبّر عن خالص تقديرنا لوزارة الصحة ولِكافة شُركائنا الوطنيين والدوليين. إن قيادتِكُم والتِزامُكم وتعاونُكم أساس لضمان أن يُولد كل طفل في العراق ضمن نظام صحي يحميه ويمنحُه مُستقبلًا صحيًا وواعدًا.
شكرًا جزيلًا.