كلمة السيد كلاوديو كوردوني نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية في افتتاح النصب التذكاري للإبادة الجماعية الأيزيدية
١٩ أكتوبر ٢٠٢٣
18 تشرين الأول 2023، صولاغ، سنجار
الضيوف الكرام،
بالنيابة عن أسرة الأمم المتحدة في العراق، اسمحوا لي أن أبدأ بتقديم خالص تعازينا للناجين والناجيات وأسر ضحايا الإبادة الجماعية الأيزيدية، وأن أعرب عن تضامننا العميق معهم.
إن فقدان كل تلك الأرواح والفظائع التي تم ارتكابها باسم أيديولوجية مريضة وشريرة، سيظل محفوراً في ذاكرتنا إلى الأبد. ولا تزال آثار تلك الفظائع تؤثر على حياة الناجين والناجيات وتحرك ضمير الجميع في العالم.
وقد عانى المجتمع الأيزيدي مراراً وتكراراً من العنف الممنهج ومحاولات محو وجوده. وجيلاً بعد جيل، حمل الأيزيديون ندوب الحرب والاضطهاد والنزوح والإقصاء. إن صدمتهم وحزنهم لا حدود لها.
واليوم إذن هو يوم التذكر والتأمل. ونريد من خلال افتتاح هذا الموقع التذكاري أن نتذكر الضحايا والناجين والناجيات. فنحن لم ننس ولن ننسى.
ولكن يجب أن يكون التذكر أيضاً دعوة للعمل.
لذلك، نلتزم اليوم مرة أخرى بالعمل معاً لإنهاء دائرة العنف هذه ولضمان إعطاء هذا المجتمع الفرصة للتعافي والعيش بأمن وكرامة.
لهذا أدعو في هذه المناسبة إلى التنفيذ السريع لاتفاق سنجار لعام 2020، لكي تتمكن سنجار أخيراً من الاستفادة من إدارة فاعلة وقوة شرطة محلية ومشاريع إعادة الإعمار التي يستحقها الناس.
وسيسمح الاستقرار الإداري والأمن بعودة المزيد من النازحين، وبهذا يمكن أخيراً إغلاق مخيمات النزوح.
ونحن بحاجة إلى مضاعفة جهودنا لتحديد مصير الأيزيديين الذين ما زالوا مفقودين وإطلاق سراح أي شخص لا يزال محتجزاً ودعم أولئك الذين لديهم أطفال ولدوا نتيجة الاغتصاب.
بالإضافة إلى ذلك، نحتاج أيضاً إلى الإسراع في تعويض الضحايا بموجب القوانين ذات الصلة. إن التعويضات أساسية للاعتراف بالضرر الذي لحق بالناجين والناجيات ومساعدتهم في إعادة بناء حياتهم.
ويجب أن نكون مصممين على ضمان مساءلة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد الأيزيديين والمكونات الأخرى. حيث إن المحاكمات العادلة مهمة لضمان العدالة الحقيقية وأيضاً لتجنب إلقاء اللوم على مجتمع بأكمله بسبب أفعال أفراد من ذلك المجتمع.
وأخيراً، فنحن في حاجة للعمل معاً لتعزيز المعرفة والتفاهم المتبادل بين كافة المكونات. وهذه خطوة حاسمة لضمان عدم تكرار هذه الفظائع.
الضيوف الكرام،
أشيد بالعمل الذي أنجزته السلطات السياسية في بغداد وأربيل حتى الآن، وأحث على المزيد من التعاون لوضع مصالح الناجين والناجيات فوق السياسة.
والمجتمع الدولي بأسره يقف معكم في هذه الجهود. وتستمر الأمم المتحدة من خلال بعثة يونامي والوكالات الإنسانية والإنمائية وفريق يونيتاد في دعم الجهود العراقية للاستجابة لاحتياجات الناجين والناجيات وضمان عدم تكرار ما نتذكره هنا اليوم.
وفي الختام، ما هو على المحك مستقبل الأيزيديين في العراق، ومستقبل العراق كبلد يُحتفى فيه بالتنوع كمصدر ثراء وليس تهديداً.
ومرة أخرى، أَتَقدَّم بأحر التعازي والتضامن والإلتزام بالعمل.