بيان من القائمة بأعمال المستشار الخاص ورئيسة فريق التحقيق (يونيتاد) بشأن اختتام ولاية فريق التحقيق
١٦ سبتمبر ٢٠٢٤
16 أيلول/سبتمبر 2024، بغداد -تنتهي ولاية فريق التحقيق (يونيتاد) بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر، وعندها سيكون قد توقّف عن العمل ولم يعد له وجود في العراق.
منذ انضمامي إلى فريق التحقيق (يونيتاد) بصفة القائمة بأعمال المستشار الخاص، قبل حوالي ستة أشهر، عمل الفريق دون كلل لإنهاء الولاية بشكل إيجابي ومنظم، بالتعاون مع السلطات العراقية.
أعتقد أنّه من المهم أن نتوقف قبل أن ننهي مهمتنا للنظر إلى السنوات الست الماضية، فثمّة العديد من النتائج والإنجازات الملموسة التي يجب تسليط الضوء عليها والتي نأمل أن تستمر في إفادة العراق وجميع أصحاب المصلحة بعد انتهاء الولاية على أثر العمل الذي تم إنجازه.
أولاً: نتائج التحقيق:
- أصدر الفريق 19 تقييماً للقضايا وتقريراً تحليلياً – بمئات الصفحات - تُغطّي أفعالاً محددة قد ترقى إلى جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب وجرائم إبادة جماعية ارتكبها تنظيم داعش ضد المسيحيين والكاكائيين والشبك والشيعة والتركمان والسنة والأيزيديين.
- وتمت مشاركة نتائج العمل هذه مع السلطات العراقية المختصة إلى جانب الأدلة الأساسية التي أصدرها فريق التحقيق (يونيتاد). وقُدّم موجز للنتائج الوقائعية والقانونية إلى مجلس الأمن في شهر حزيران/يونيو الماضي في تقريرنا الثاني عشر والأخير، وسيتاح الكثير من هذه الموادّ للجمهور قريباً على موقعنا الإلكتروني الجديد الذي يعرض فيه إرث الفريق.
- وُضعت مبادئ توجيهية في المجالات المتعلقة باستخدام التكنولوجيا والتحقيقات الملمة بالصدمات وتم نشرها على الإنترنت أيضا، وكذلك نتائج بعض مسارات التحقيق، بما في ذلك التقرير عن تدمير التراث الثقافي والتقرير عن العنف الجنسي.
- تستند نتيجة هذا العمل التحقيقي إلى ملايين الأجزاء من المعلومات التي جمعها الفريق وأنتجها على مر السنين، وتحديداً المعلومات التي قدمتها السلطات العراقية، لا سيما القضاء العراقي.
ثانياً: جمع الأدلة وحفظها:
- تشكل هذه الملايين من الأجزاء من المعلومات إنجازاً هاماً آخر للفريق، الذي جمع أرشيفاً للمواد المتعلقة بتنظيم داعش، أرشيف يديره ويحلله الفريق باستخدام أنظمة وأدوات متطورة ويحتوي على معلومات يمكن استخدامها كدليل في الإجراءات الجنائية المستقبلية.
- يتضمن هذا الأرشيف مواد أهمها مقابلات أجراها الفريق مباشرة من الناجين والشهود الذين تقدّموا لسرد رواياتهم من جميع أنحاء العراق. ويشمل أيضاً معلومات أخرى جّمعت من عدّة مصادر والتي أنتجها الفريق أيضاً، مثل تقارير الطب الشرعي.
- وسلّم فريق التحقيق (يونيتاد) جزءاً مهماً من هذا الأرشيف إلى السلطات العراقية وفقاً لوثيقة اختصاصاته، أمّا المحفوظات الأكثر شمولاً، التي تتضمن جميع سجلات الفريق، فإنّها مخزنة الآن بأمان داخل مقرّ الأمم المتحدة على أمل أن يتاح الوصول إليها في المستقبل لأغراض المساءلة.
- أود أن أشدد على هذه النقطة: يحتوي أرشيف الفريق على معلومات ذات صلة لأغراض المساءلة، ومعلومات تربط الأعمال التي ارتكبها تنظيم داعش في العراق بارتكاب جرائم دولية والأفراد المسؤولين عن هذه الجرائم.
ثالثاً، بناء القدرات:
- جمع الفريق الكثير من المعلومات بالتعاون مع السلطات العراقية، وغالباً لغرض بناء قدراتها في مجالات مثل أعمال الحفر والتنقيب عن المقابر الجماعية والرقمنة والارشفة والطب الشرعي الرقمي.
- تشمل نتائج هذا التعاون حفر 68 مقبرة جماعية ذات صلة بتنظيم داعش وإعادة رفات الضحايا الذين تم تحديد هوياتهم من هذه الحفريات إلى أسرهم، ورقمنة وحفظ عشرين (20) مليون سجل ورقي متعلق بتنظيم داعش والحصول على البيانات من عدد كبير من الأجهزة الرقمية (مثل الأقراص الصلبة والهواتف المحمولة) التي صادرتها السلطات العراقية من تنظيم داعش.
رابعاً، دعم التحقيقات والمحاكمات الوطنية في دول ثالثة:
- خلال ولايته، دعم الفريق حوالي ثلاثمائة (300) طلب مساعدة تلقاها من إحدى وعشرين (21) دولة ثالثة، مما ساعد في تحقيقاتها ومحاكماتها الوطنية المتعلقة بتنظيم داعش. وأدت ثماني عشرة (18) قضية على الأقل قيد التحقيق، بدعم من الفريق، إلى إصدار لوائح اتهام، وأسفرت خمس عشرة (15) قضية على الأقل في نهاية المطاف عن إدانات.
خامساً وأخيراً، دعم الضحايا:
- كان كل عملنا يركز على الضحايا، مدفوعاً بحماية الشهود الخبراء وقدرة الدّعم النفسي والاجتماعي. وقد خدمت هذه القدرة جهودنا في مجال التحقيق وجمع الأدلة بينما ساعدت أيضاً في بناء القدرات في هذا المجال بين السلطات العراقية المختصة والنظراء الآخرين في العراق من خلال تقديم ورش العمل والدورات التدريبية.
واسمحوا لي أن أضيف أنه لم يكن لأي من النتائج والإنجازات المذكورة أن يتحقق بدون الدّعم الدؤوب من أقسام الأمن والمالية والموارد البشرية وخدمات اللغات ودعم البعثات وإدارة البرامج داخل الفريق، بما في ذلك أولئك الذين يعملون على تأمين مبانينا، وقيادة المركبات، وأولئك الذين يعملون على تقديم الطعام والحفاظ على صحتنا ومكاتبنا آمنة ونظيفة.
ولم يكن هذا ممكناً بدون زملائنا العراقيين أيضا، الذين جلبوا الخبرة الاساسية للفريق الى جانب المنظور المحلي. وفي نهاية المطاف، كان نصف الموظفين هم من الموظفين المحليين قبل إنهاء الفريق وتصفيته.
وأخيراً، هناك أيضاً تعاون ممتاز من السلطات العراقية، ولا سيما قواتها الأمنية التي سهلت تحركاتنا، فضلاً عن الدعم من كيانات الأمم المتحدة الأخرى في العراق والخارج.
وعلى صعيد شخصي، أود أن أكرر تقديري لالتزام الزملاء في فريق التحقيق (يونيتاد) بضمان إنهاء منظم للأنشطة الموكلة إلينا، وتقليص الفريق وتصفيته. هذه أوقات صعبة بالنسبة للكثيرين على الصعيدين المهني والشخصي، وخلال الأوقات الصعبة غالباً ما يبرز أفضل ما لدينا وتصبح مهنيتنا اكثر تألقا، وخلال الأوقات الصعبة تكون قيمنا الإنسانية الاساس. وقد أظهر العاملون في فريق التحقيق (يونيتاد) أنهم على مستوى التحدي.
أودّ أن أشكركم جميعاً على ما حققناه وعلى كيفية تحقيقه وذلك بطريقة مهنية ومتواضعة وصادقة، آملين أن نترك وراءنا إرثاً إيجابياً.
إن النتائج والإنجازات التي وصفتها تخدم في نهاية المطاف مصالح أولئك الذين تضرروا بشدة جراء جرائم تنظيم داعش في العراق. بالنسبة للضحايا والناجين والمجتمعات المتضررة، فإن الحقيقة والعدالة هي المهمة. ويجب أن نكون فخورين بأن جهودنا قد أسهمت إسهاماً كبيراً في كليهما، مع تذكر أنّ العمل لن يكتمل إلا عندما تتلقى الضحية الأخيرة وآخر ناج وجميع العائلات والمجتمعات المتضررة الحقيقة والعدالة التي يستحقونها.