إنه لا حدود للإمكانات التي تزخر بها فتيات العالم اللائي يفوق عددهن 1,1 بليون فتاة. غير أن العالم ما زال يدير ظهره لهن ولم يعد يفصلنا إلا وقت قصير عن 2030 وهو العام الذي ضُرب موعدا لبلوغ أهداف التنمية المستدامة.
فنسبة الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية تبلغ أكثر من 70 في المائة في صفوف المراهقات. واحتمال عدم استفادتهن من فرص التعليم أو التدريب أكبر من عدم استفادة الذكور منها بما يقارب الضعف. ولا يزال زواج الأطفال متفشيا، حيث يبلغ معدل من يتزوج من الفتيات قبل سن الثامنة عشرة على صعيد العالم فتاة واحدة من بين كل خمس فتيات تقريبا. وفوق ذلك كله، فإن ما أحرز بشق الأنفس من المكاسب في مجال المساواة بين الجنسين في العالم قاطبة بدأت تنسفه الحرب المعلنة على الحقوق الأساسية للنساء والفتيات، وهي حرب تعرض حياتهن للخطر وتشد الخناق عليهن في خياراتهن وتضيق من آفاق المستقبل أمامهن.
لقد اختير للاحتفال باليوم الدولي للطفلة هذا العام شعار ”رؤية الفتيات للمستقبل“.
فالفتيات لديهن بالفعل رؤية للعالم الذي يمكنهن أن يزدهرن فيه. وهم يعملن على تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، ويطالبن بالإصغاء إلى أصواتهن. لقد آن الأوان لأن نصغي إليهن. ويجب أن نفتح باب المشاركة أمامهن بتمكينهن من الحصول على التعليم ومنحهن ما يلزمهن من موارد وفرص لأن يشاركن ويتبوأن مقاعد القيادة.
إن شجاعة الفتيات وعزيمتهن وأملهن قوة لا يستهان بها. ولقد حان الوقت لكي يعزز العالم جهوده ويساعد على جعل رؤيتهن وتطلعاتهن حقيقية تراها العين.