الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يدعو إلى إيجاد حلول للظروف الصعبة للنازحين الأيزيديين ويشيد بصمودهم
زار الدكتور محمد الحسّان مخيم خانكي للنازحين في محافظة دهوك
زار الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) الدكتور محمد الحسّان مخيم خانكي للنازحين من أبناء المجتمع الأيزيدي في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق.
وقام بجولة في هذا المرفق، حيث التقى بسكّان وإدارة المخيم للاستماع إلى شواغلهم واحتياجاتهم والتعرف عن كثب على ظروفهم. يعيش الأيزيديون في ظروف حياتية صعبة في خانكي، حيث يبدو المكان كبحرٍ من القماش البلاستيكي الأبيض والخيام والهياكل المؤقتة، وذلك منذ أن أُجبروا على الفرار من موطنهم ومنازلهم في سنجار بمحافظة نينوى خلال هجوم داعش على المنطقة في عام 2014م. كما التقى بعدد من الأطفال الأيزيديين الذي ولدوا في هذه المخيمات المؤقتة التي لا يعرفون سواها.
ودعا الدكتور الحسّان إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة بشأن هذا الملف الإنساني الهام، مشيرا "يجب ألا تستمر هذه الظروف، ما هو على المحك هي حياة الإنسان، وان مثل هكذا وضع لا ينبغي أن يستمر، مؤكدا ثقة المجتمع الدولي في قدرة العراق على تقديم رعاية أفضل لسائر أبناءه خصوصا أولئك الذين تضرروا من جرائم داعش".
وكانت سنجار وغيرها مسرحاً لبعض أسوأ الفظائع على يد داعش خلال الصراع في الفترة من 2014 إلى 2017م. وبعد عشر سنوات من الجرائم ضد الأيزيديين وسبع سنوات من هزيمة داعش الميدانية، لا يزال أكثر من 200,000 أيزيدي في عداد النازحين في إقليم كردستان العراق، وكثير منهم في مخيمات النازحين مثل خانكي، وتأخرت عودتهم إلى ديارهم بسبب عوامل عدة من بينها الدمار الذي لحق بمنازلهم في سنجار والأوضاع الأمنية غير المستقرة ونقص الخدمات المعيشية الملائمة. نعم عاد البعض، ولكن من دون الدعم والخدمات الكافية التي يحتاجونها من أجل حياة طبيعية كريمة، ناهيك عن أكثر من 2,600 أيزيدي الذين لايزالون وفق الإحصائيات والمراصد الدولية في عداد المفقودين.
وعلى عكس سنجار، حيث الأمن هو الموضوع الرئيسي، كانت الأولوية في خانكي للظروف المعيشية للنازحين الأيزيديين. إذ قال أحد الرجال: "العراق بلد جميل، لكن الحياة هنا ليست جيدة". واشتكى آخر من تأخير توزيع مادة النفط الأبيض (الكيروسين) وهو الوقود اللازم للتدفئة في فصل الشتاء، وقال ثالث إن المدارس تفتقر إلى الكوادر الكافية والمساحة. وذكرت فتاةٌ تبلغ من العمر 15 عاماً أنها بالكاد تتذكر سنجار، حيث قالت: "أتذكر قليلاً. كنت صغيرة جداً عندما غادرنا."
كذلك، زار الممثل الخاص معبد الأيزيديين في لالش، في محافظة دهوك، حيث التقى بالأمير حازم تحسين سعيد، أمير الأيزيدية في العراق والعالم ورئيس المجلس الروحاني الأعلى للأيزيديين. وسمع من الأمير دعواتٍ لاتخاذ إجراءات لإنهاء معاناة الأيزيديين، مشددا على حب العراق وروح الانتماء لهذا البلد.
وأشاد الدكتور الحسّان بصمود هذا المجتمع، مؤكداً على الحاجة إلى تكثيف الجهود لإنهاء هذا الملف. وقال: "ما حدث للأيزيديين كان من الفصول السيئة في التاريخ. لكن على الرغم من كل القتل والمعاناة التي مر بها أبناء المجتمع، يمكن للأيزيديين أن يفخروا بأن صمودهم أنقذ تقاليدهم وأسلوبهم في الحياة، كما نشهد اليوم في لالش. وستواصل الأمم المتحدة دعم الاحتياجات الإنسانية للأيزيديين وعودتهم إلى منازلهم والعمل مع الحكومة العراقية لتعويض الضحايا والناجين ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبتها داعش ضدهم. "