كلمة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بمناسبة اليوم العالمي للمرأة "الاحتفاء بالمرأة العراقية"
٢٣ فبراير ٢٠٢٥
السبت 22 شباط 2025
الدكتورة نوار عاصم: رئيسة منظمة حُلم
السيدات والسادة المحترمين،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنه لمن دواعي سروري أن أشارككم هذه الفعالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وسعادتي أكبر ونحن نحتفي في هذا القصر العباسي بالمرأة العراقية ماضياً وحاضراً، ومستقبلا.
والشكر موصول إلى رعاة هذه الفعالية (وأخص بالذكر الدكتورة نوار وزميلاتها) على الجهود المبذولة، والتي هي محل تقدير وموضع أشادة منا في الأمم المتحدة، في إطار تعزيز حقوق المرأة.
ولا تفوتني الفرصة أن أسجل أعجابي بالمرأة العراقية والتضحيات التي قدمتها على مر السنين رغم الظروف والتحديات الصعبة. وأقولها بكل أمانة وصدق: المرأة العراقية نموذج مشرف للنساء.
والتاريخ يسجل بأحرف من نور أسماء عراقيات ساهمن في مسيرة الإنسانية، وأنا لا اتحدث عن التاريخ المعاصر، بل عن إرث حضاري عريق ضارب جذوره في عمق التاريخ، وبالتالي من حق أبناء وبنات هذا الوطن أن يفخروا بكل ذلك.
وأقول (وبكل صراحة) ان العراق اليوم يفتقد إلى دور أكثر حيوية للمرأة العراقية، حيث لا يزال حضور المرأة العراقية في مواقع صنع القرار محدودا، وأعتقد أنه آن الأوان للمرأة العراقية أن تتبوأ مساحة أكبر ومواقع مسؤولية في دوائر صنع القرار.
التفكير يجب أن ينصب بشكل أساسي نحو المستقبل، كيفية تغيير الواقع للأفضل، وتحويل التحديات إلى فرص، والفرص إلى برامج عملية ملموسة فالتحديات تخلق الفرص، والفرص تأتي بقيادات.
لماذا لا نحلم؟ ما الذي يمنعنا من أن نحلم بأن نرى في قادم الأيام إمرأه عراقية رئيسة للجمهورية أو رئيسة لمجلس الوزراء أو رئيسة لمجلس النواب. الدستور العراقي، من وجهة نظري، من أكثر الدساتير تطورا في المنطقة، وهناك مساحة واسعة للمرأة لكي تساهم في رسم مستقبل العراق، الدستور والقضاء هما من أكبر الدعائم للوطن والمواطن، والحفاظ على قضاء نزيه واجب وطني مقدس.
العراق بلد فريد، وله خصوصية حيث لابد من الإستفادة من هذا التفرد والخصوصية لرسم خطة خارطة طريق نحو عراق الغد، عراق الأمل، عراق الحضارة، عراق يتساوى فيه كل العراقيين على أساس المواطنة.
السيدات والسادة المحترمين،
الحضور الكريم،
أنا شخصياً لست مع القوالب النمطية المستوردة، وأعتقد أن العراق يزخر بما لديه من موروث حضاري ثقافي وإجتماعي، وأرى بأن العراق قادر على وضع خطط ورؤى لتمكين المرأة العراقية بما يتوافق وينسجم مع عاداته وتقاليده، وأقولها بصوت مسموع: تحيا المرأة العراقية، بثقافتها، بموروثها الحضاري من الفاو جنوبا إلى زاخو شمالا.
لا يسعني سوى أن أؤكد على أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة سيظلان داعمان للمرأة العراقية، وطموحات المرأة العراقية، وأدعو العراقيين وأهل القرار إلى المحافظة على مكتسبات المرأة العراقية.
واسمحوا لي أن اختتم مداخلتي بإقتباس بعض الأبيات من الشعر العراقي.وحقيقة لا أعرف أسم صاحبها لكنها قيلت في المرأة العراقية (والبصراوية تحديدا) وهي أبيات أعجبتني لكن اقدمها مع بعض التصرف مستسمحا وطالبا الإذن من قائل هذه الأبيات، وهي:
"عراقية والنعم منه ومن أسمه
شالت هم الوطن فوك همه
بنات البلد لؤلؤ وعقد مرجان
احتار الجلم شيكتب لي عنه
بت (البصرة)
وأنا أقول
بت العراق حرة وألف حرة
اصالتها من النخل كحيلة السمرة
ما تعرف زعل والروح خضرة
الك مني السلام وأرقى التحية"
شكراً لكم.
صاحب الخطاب
الدكتور محمد الحسّان
بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق
الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة يونامي