بغداد، 16 تموز/يوليو 2025
أعضاء الحكومة العراقية المحترمين،
أصحاب السعادة، ممثلو البعثات الدبلوماسية،
السيدات والسادة، اسعد الله صباحكم...
إنَهُ لِشرَفٌ لي أن أنضَمُ إليكم اليوم في هذا الحَدَث الهام.
بالنيابة عن الأمم المتحدة في العراق، أُشيد بِحُكومة العراق، ولا سيما وزارة الهجرة والمهجرين، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على قيادتِهم في إعداد إستراتيجية إعادة الاندِماج، واستراتيجية التواصُل الخاصة بالعائدين من شمال شرق سوريا.
فهتان الوثيقتان ليستا مُجَرد أوراق عَمَل، بَل هُما مُنجَزات مَلموسة لِفريق عَمَل إعادة الاندِماج، ورَكيزَتان أساسيتان في إطار خِطة الأمم المُتحِدة الواحِدة.
إعادة الاندِماج هي العامل الأهم في مُعالجة الأسباب الجَذرية للتَطَرُف والتَشَدُد. فَنجاح هذِه العَملية يُعزِز التَماسُك المُجتَمَعي، ويُقلِل من فُرَص الاِستِقطاب مِن قِبَل الجَماعات المٌتَطرِفة، ويُسهِم في تَحقيق الاستِقرار والسلام المُستَدامَين. وتُشَكِل هذهِ الاستراتيجيات خُطوة هامة نحو اتِباع نَهِج أكثر تَنسيقاً وشُمولاً واِستِدامة.
بعد إطلاق هذه الإستراتيجية، يبقى التنفيذ هو الأهم، وذلك من خلال ترجمتها إلى إجراءات مَلموسة على الأرض، عبر تَحديد واضح للأدوار والمَسؤوليات، واِعتِماد مَنهجيات مُوحدة، وضَمان التناغُم بين تَدَخُلات الحُكومة والأمم المُتحدة على المُستوى المَحلي. فالمِعيار الحقيقي لِنَجاح هذِهِ الوثيقة لا يُكَمَن فَقط في مٌحتواها، بل في كَيفية تَطبيقَها بِشكلٍ فعّال.
ولِكَي نَنجَح، لا بُد من المُتابعة المُستمرة، وآليات رقابة واضِحة، وتوفير تَمويل مُستَدام. فَبِدون هَذِهِ المُقوِمات، حتى أقوى الاستراتيجيات قد لا تُحقِق النتائج المَرجوة. لِذلك، فإن إطلاق هذه الاستراتيجية يُشكِّل بِداية التِزام مُشتَرَك بِالتَحَرُك والعَمَل.
نُدرِك تَماماً حَجم التَحديات. إذ يواجِه العائِدون وَصمَة اجتِماعية، وصُعوبات قانونية وإدارية، إضافة إلى عَقَبات في الوصول إلى الخَدَمات وسُبُل العَيش. وفي الوقت ذاتِه، تَتَعَرَض المُجتَمعات المُستَضيفة لِضغوط مُتَزايدة على مَوارِدِها المَحدودة. إن إعادة الاندِماج لا تَعني فَقط العَودة الجَسَدية، بل تَعني اِستِعادة الكَرامة، وبِناء الثِقة، وخَلق فُرَص حَقيقية للأفراد والأُسَر.
تؤكِد الأمم المُتحِدة في العراق التِزامِها الكامِل بِدَعم الحُكومة في تَنفيذ هذِهِ الرؤية. وسنُواصِل العَمَل لِضَمان أن تَكون العَودة من شَمال شَرق سوريا آمنة، وطَوعية، وكَريمة، وأن يَحظى جَميع العِراقيين بِفُرصة حَقيقية لإعادة بِناء حَياتهم بِأمل وأمان.
وفي الخِتام، أودُ أن أشكُر وِزارة الهِجرة والمُهَجَرين وبَرنامِج الأمم المتحدة الإنمائي على قيادتِهِم لِهذه الجُهود الهامة، كَما أُشيد بِمُساهَمات المُنَظَمة الدولية للهِجرة، واليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي، وغَيرهُم مِن الشُرَكاء الَذين يواصِلون العَمَل لِدَعم جُهود إعادة الاِندِماج في العراق.
معاً، يُمكِنُنا تحويل هَذِه الاِستراتيجية إلى عَمَل، والعَمَل إلى أثَر مُستَدام.
شُكراً جزيلاً.