أطفال وصحفيون ومنظمات محلية يقولون "لا لعمل الأطفال" في كردستان العراق
٢١ ديسمبر ٢٠٢١
حملة على مستوى البلاد تصل إلى أكثر المجتمعات التي يتفشى فيها عمل الأطفال في العراق.
السليمانية، ٢١ ديسمبر, ٢٠٢١ : شارك تلاميذ إحدى مدارس السليمانية في أعمال توعوية تشجع على التعليم وتسلط الضوء على مخاطر عمل الأطفال في العراق.
وقد وُزعت على تلاميذ المدرسة قمصان وقبعات وبالونات ومنشورات تحمل شعار "لا لعمل الأطفال" لتشجيعهم على فهم مخاطر عمل الأطفال وأهمية البقاء في المدرسة.
إن عمل الأطفال في العراق ازداد في السنوات الأخيرة جراء مجموعة من العوامل، منها الصراع المسلح والنزوح والتحديات الاقتصادية. وقد فاقم وباء كوفيد-19 خطر دخول الأطفال إلى سوق العمل مجبراً المزيد منهم على ترك مقاعد الدراسة.
وتضم المدرسة التي تقع في حي فقير من أحياء المدينة أطفالاً من خلفيات اجتماعية واقتصادية متباينة، ومنهم من سُحب مؤخراً من عمل الأطفال وأُعيد إلى الفصول الدراسية. وتوضح نجاة مديرة المدرسة أن السبب الرئيسي لتسرب الأطفال من المدرسة يرتبط ارتباطاً كبيراً بالصعوبات المالية: "لدينا أطفال يبلون بلاءً حسناً وأطفال فقراء للغاية وغالباً ما يُجبرون على ترك المدرسة. ولكن كي لا يُفوت هؤلاء الأطفال حقوقهم في التعليم، نذهب نحن والأخصائيون الاجتماعيون والمعلمون إلى منازلهم ونحاول إعادتهم إلى المدرسة لأن الأطفال بحاجة إلى الذهاب إلى المدرسة ويجب حماية حقوقهم".
هذه الفعالية في المدرسة جزء من أعمال عامة تجري في جميع أنحاء البلاد للتوعية بمخاطر عمل الأطفال وتعزيز أهمية التعليم في صفوف أكثر المجتمعات المحلية التي تنتشر فيها ظاهرة عمل الأطفال.
وتُنفَّذ هذه الحملة الوطنية بقيادة منظمة العمل الدولية وبالتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فضلاً عن شركاء وطنيين واجتماعيين آخرين في المدن الكبرى بالعراق وإقليم كردستان، ومنها بغداد والبصرة وديالى ودهوك وكركوك والنجف ونينوى.
وتستهدف الحملة أكثر من 10 آلاف طفل وعائلاتهم وأولياء أمورهم ومدرسيهم وأصحاب العمل ووسائل الإعلام من خلال سلسلة فعاليات تتضمن جلسات للصحفيين المحليين بشأن معايير العمل الوطنية والدولية المتصلة بعمل الأطفال والدور الذي يمكن أن تؤديه وسائل الإعلام في تسليط الضوء على محنة الأطفال العاملين.
وقالت الصحفية المحلية نورا لؤي التي شاركت في إحدى الورش الإعلامية: "إن وضع تقارير عن عمل الأطفال مسألة حساسة حقاً. فنحن نتعامل مع الأطفال. لذلك عندما تبدأ في إعداد تقرير عن عمل الأطفال والصراع المسلح والإتجار بالأطفال وحرمانهم من حقوقهم، يغدو الأمر حساساً للغاية، ولكن هذه قضايا مهمة ينبغي تسليط الضوء عليها".
تستهدف الحملة أيضاً طائفة واسعة من الشركاء الذين يشاركون في مكافحة عمل الأطفال، ومنهم منظمات محلية غير حكومية وشركاء منظمة العمل الدولية المنفذين.
وقالت نيان نامق صابر وهي مدرسة في جامعة السليمانية قدمت جلسة في إحدى الورش: "إن لعمل الأطفال عواقب سلبية كثيرة على شخصيات الأطفال من قبيل إدراكهم لأنفسهم وطموحاتهم وثقتهم بأنفسهم وعدم قدرتهم على اتخاذ القرارات. وهذه العوامل تسهم في إحداث تغييرات نفسية تفضي إلى مزيد من التحديات في المستقبل".
على الرغم من أن الحملة لن تقضي على عمل الأطفال بمفردها، فإنها تهدف إلى توعية المجتمعات لضمان عدم قبولها لعمل الأطفال، وفي الوقت نفسه جعل هذه القضية أولوية ملحة للسلطات لمعالجتها.
وقالت بيزان قادر وهي باحثة في علم النفس في المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية شارك في هذه الحملة بالسليمانية: "نحن جميعاً نفتقر إلى بعض المعرفة والمعلومات عن هذه القضية. ومن خلال هذه الحملات، يمكننا توعية المجتمع والآباء على وجه الخصوص بالعواقب السلبية لاستغلال الأطفال في العمل".