في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، قرّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه ينبغي أن يكون هناك يومٌ دوليٌّ سنويٌّ لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم، وذلك لتكريم الضحايا والناجين من الإرهاب ودعمهم، وتعزيز وحماية حقوقهم الإنسانية وحرياتهم الأساسية. واختارت الجمعيةُ العامةُ للأمم المتحدة يوم 21 آب/ أغسطس تاريخاً لذلك.
ويجري الاحتفال بهذا اليوم لأول مرةٍ هذا العام.
قد يكون الإرهابُ القضيةَ الأكثرَ تحدياً في عصرنا هذا. إنه تهديدٌ خطيرٌ للسلم والأمن العالميين. وقد تزايدَ عددُ وفتكُ الهجمات الإرهابية الشرسة ضد المدنيين في السنوات الأخيرة، ما أدّى إلى تحطيم عددٍ لا يُحصى من المجتمعات وتدمير حياة الناس.
ولا يمكن لأي بلد أن يعدّ نفسه في مأمنٍ من ذلك. ولكن، في الوقت الذي يتأثر فيه الكثيرون بالإرهاب اليوم، إلا أن الضحايا يتركّزون إلى حدٍّ كبيرٍ في عددٍ صغيرٍ من الدول الأعضاء. فخلال العام الماضي، أي في 2017، وقع نحوُ ثلاثةِ أرباعِ مُجمل الوفيّات من جرّاء الإرهاب في خمسِ دولٍ فقط هي: أفغانستان، نيجيريا، الصومال، سوريا، وبالطبع هنا في العراق الذي عانى كثيراً من إرهاب داعش.
الأمم المتحدة نفسها يتم استهدافها بشكل منتظم. فقبل يومين فقط، أحيينا الذكرى السنوية الخامسة عشرة للهجوم على مقر بعثة الأمم المتحدة في العراق، حيثُ قُتل 22 شخصاً وأُصيب أكثرُ من مائةٍ بجروح، بعضها كانت بالغة.
وما زال ضحايا الإرهاب يكافحون من أجل إسماع أصواتهم وتلبية احتياجاتهم وتأييد حقوقهم. وغالباً ما يشعر الضحايا بأنهم منسيون ومُهمَلون بمجرد أن تتلاشى الآثارُ الآنيةُ لهجومٍ إرهابيٍّ ما.
إن المسؤوليةَ الأساسيةَ عن دعم ضحايا الإرهاب وتأييد حقوقهم تقعُ على عاتق الدول الأعضاء. إلا أن الأمم المتحدة تعمل على توفير الموارد وتعبئة المجتمع الدوليّ وتحسين معالجة احتياجات ضحايا الإرهاب.
قلوبنا مع جميع من صاروا ضحايا للإرهاب هنا في العراق، ولأُسرهم. نحن نعلم أنكم عانيتم وما زلتم تعانون. يجب القضاء على الإرهاب في هذا البلد؛ لذا تبقى الأمم المتحدة ملتزمةً بمساعدة العراق حكومةً وشعباً لتحقيق هذا الهدف.