يتحلى الأشخاص ذوو الإعاقة بالأمل دائماً - فتحديات الحياة تدفعهم إلى الإبداع.
في يوم الثلاثاء، 25 حزيران/ يونيو 2018، أقام مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) ورشةً للتدريب على مدى يومين شملت 60 من ممثلي منظمات المجتمع المدني والناشطين العاملين في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وممثلين عن المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق وهيئة رعاية ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة وممثلينَ عن الوزارات العراقية. وتركّزت الجلسات حول قضايا تتعلق بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبروتوكول الخاص بهذا الميثاق والقانون رقم 38 الخاص بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما ركّزت الجلسات التفاعلية على تنفيذ حكومة العراق لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكذلك القانون رقم 38 الخاص بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. في حين أبرزَ المشاركون الذين كان العديدُ منهم من ذوي الإعاقات المختلفة، بمن فيهم ذوو الإعاقات البدنية وضعاف السمع والقائمون برعايتهم، أبرزوا الإنجازات التي حققتها الحكومة في هذا الصدد، وأشاروا مع ذلك إلى التحديات التي واجهوها وهم يعملون على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
الشاب بهاء أحمد عبد يتحدث بانفتاحٍ وفخرٍ قائلاً إنه تمكن هو وأشقائه الأربعة المعاقين من فتح أعمالهم الخاصة وإعالة أسرهم. "لم تكن الحياة سهلة علينا، خاصة وأن التسهيلات المقدمة للأشخاص المحرومين في البلاد كانت قليلة. لكنّ ذلك لم يوقفني، ولا أشقائي، من عيش حياةٍ طبيعية. أشقائي متزوجون الآن، وأنا سأتقدم للخطوبة في الأيام القليلة القادمة، إن شاء الله،" قال بهاء ذلك مختتماً حديثه وعلى محيّاه ابتسامة تفاؤل.
لمياء القيسي، البالغة من العمر 38 عاماً، والتي علّمت نفسها بنفسها، إذ كانت تعاني من صعوباتٍ في الذهاب إلى المدرسة، أصبحت الآن كاتبةً. قالت لمياء: "تعلّمتُ القراءة والكتابة في سن الثامنة، كان لديّ الفضول الكافي لأسأل أخواتي عن كلّ حرفٍ وكلمةٍ تمرّ أمام ناظريّ. والآن، أنا باحثةٌ ميدانيةٌ في المركز الثقافي البريطاني في بغداد. وبالإضافة إلى شغفي بالكتابة، أنا أجيد الطبخ أيضاً."
وأضافت: "الإعاقة هي إعاقة الفكر وليست إعاقة الجسم، نحن أناسٌ متميزون، الأمر كله يتعلق بالتنوع البشري،"
حيدر حميد البالغ من العمر 42 عاماً، يتحدّث وهو يجلس على كرسيٍّ متحركٍ عن اهتمامه الفنيّ بالعزف على الغيتار، رغم الصعوبة التي يواجهها في تحريك يديه. وقد كان متحمساً ليحكي قصته، ويقول إنه منذ نشأته كان يعرف أنه كان مختلفاً. وقال: "رغم أنني لن أتمكن من تحقيق كل ما كنت أحلم به، إلا أن حلماً آخر ما زال يجول في ذهني".
حيدر الذي يعزف على الغيتار منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره، يستذكرُ مفاجأة مدربه بأسلوبه الشرقي الفريد، ويتذكّر باعتزازٍ الدعم الذي تلقّاه، وجميع المحافل التي عزف فيها، سواءٌ كانت تجمّعاً للأصدقاء أو فعالياتٍ تستضيفها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وعن المستقبل، يقول حيدر: "أتمنى الأفضل، ربما ستتغير القوانين فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة في المستقبل."
وفي الوقت الذي أثنى فيه على جهود الحكومة بشأن هذه القضية، فإن العديد من المشاركين الذين يعانون من أشكالٍ مختلفةٍ من الإعاقات لا يزال لديهم الكثير ليقولوه عن التحديات التي يواجهونها وهم يسعون إلى نشر الوعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
والأمر الذي كان واضحاً هو عزمهم الدؤوب على النجاح.
إعداد سناء كريم، ترجمة محمد الياسري | المكتب الإعلامي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)
الصور للمكتب الإعلامي ليونامي