نجتمع هنا اليوم، لنستذكر بحزن عميق، وأسى يعتصر القلوب، شهداء التفجير الارهابي، الذي طال مقر الامم المتحدة في بغداد في يوم 19 اب من عام 2003، والذي راح ضحيته، اثنان وعشرون شخصاً من زملائنا من الموظفين المحليين والدوليين، تغمدهم المولى القدير بواسع رحمته، واسكنهم فسيح جناته.
ان هذا العمل الجبان الذي ترفضه كل معاني الانسانية، وتقطر له القلوب دماً وحزناً، لا يقبله أي دين أو عرف، ولا يستطيع الضمير الإنساني ان يصف بشاعته، إذ انه عبر بشكل فاضح عن حقد قوى الارهاب، التي حاولت مراراً وتكراراً، ولا زالت تحاول ايقاف عجلة الحياة في بلدنا، والنيل من كل المحاولات التي سعت وتسعى الى خلق عراق جديد امن مستقر، قادر على استعادة دوره الحضاري بين الامم.
وفي الوقت الذي تصر فيه قوى الظلام والارهاب على استهداف الحياة بكل اشكالها ومكوناتها، نصر نحن على الاستمرار في صنع الحياة والبناء، لنقول لقوى الارهاب بأننا لن نستسلم، وان الحياة ستستمر برغم كل مخططاتهم الارهابية، وهذا اقل ما يمكننا ان نقدمه لارواح زملائنا ممن سقطوا في حادثة تفجير فندق القناة وغيرها من الاعمال الارهابية التي طالت كل من سعوا لخدمة القيم الانسانية، بغض النظر عن قومياتهم وانتماءاتهم الدينية والعرقية المذهبية.
وختاما نقول، اننا ماضون قًدماً في مسيرتنا مهما كان الثمن، وان مثل تلك الافعال لن تثنينا عن مسيرة بناء العراق، والتضحية بكل ما هو غالي ونفيس من اجل رفعته، ولا يسعنا الا ان نعزي أنفسنا، وندعوا من الله عز وجل ان يتغمد زملائنا بواسع رحمته ويلهمنا وذويهم الصبر والسلوان، والخزي والعار لأعداء العراق والانسانية.