سيدتي الرئيسة
معالي السيدات والسادة،
حضرات المشاركين الكرام،
لقد جسدت الهزيمة العسكرية لهيكلية ما يسمى بخلافة داعش في العراق العام الماضي، بفضل بطولة وتضحيات الشعب العراقي ودعم شركاءه الدوليين، جسدت انجازاً تاريخيا حقيقياً. بيد أنه وكما أظهرت التطورات إبان العقود الماضية، فإن الإرهاب، وعلى وجه الخصوص المستند منه إلى دوافع فكرية، هو عدو يتسم بالمرونة والقدرة على التكيف. لذا يتعين علينا أن ندرك أن النضال لا يمكن أن ينتهي ما لم نتصدى للمسببات الأساسية ولأفكار تنظيم داعش وما يشابهه من أشكال الإرهاب الدولي، وإلّا فإنهم وفي المرحلة القادمة من تطورهم سيستغلون مجدداً الثغرات لم تعالجها الانتصارات العسكرية الأخيرة ولم يكن بوسعها أن تعالجها.
ودعماً لأنشطة الحكومة العراقية، يتعين علينا وعلى نحو جماعي كذلك أن نرسم وننفذ استجابات بالسياسات والجوانب التنفيذية من شأنها أن تقوض خطاب داعش الفكري، فضلاً عن مساعدات تقنية من شأنها أن تزيد من تحجيم عمليات التنظيم الفعلية والإعلامية واستغلاله للفضاء الإليكتروني.
حضرات المشاركين الكرام،
ان العزم المتواصل للحكومة العراقية الحالية وتلك التي سيتم تشكيلها مستقبلاً على تعزيز مكتسبات الانتصار العسكري على تنظيم داعش من خلال نهج شامل ويضم الجميع بالاستناد الى مبادئ الوقاية، له الأهمية القصوى. وينبغي ان تعطى الأولوية للعودة الطوعية للنازحين من خلال إيجاد الظروف الأساسية المواتية على أقل تقدير والتي تتمثل بالأمن والاستقرار والمصالحة الوطنية والمجتمعية وإعادة الاستقرار، بما في ذلك العدل والمساءلة بالاستناد إلى مبادئ المساواة في المواطنة والتسامح والمرونة. ويستوجب ذلك ايضاً حلولاً وإصلاحات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية وقانونية مع التركيز بشكل خاص على كيفية ضمان مستقبل كريم للشعب العراقي الذي يتميز بازدياد أعداد الشباب فيه، وكيفية تمكين المرأة.
حضرات المشاركين الكرام،
أود أن أشيد بالتزام مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في العراق والذي أنشئ حديثاً، بتسهيل تنفيذ التوصيات الستة عشرة التي قدمتها لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن بشأن النهوض بالأولويات العراقية لمكافحة الإرهاب بالتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية.
وبالاستناد إلى النتائج التي توصلت إليها البعثة الاستطلاعية التابعة لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والمديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب في العراق الشهر الماضي، يعمل مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في الوقت الراهن على بلورة المشاريع المواضيعية ذات الأولوية.
وفي شهر نيسان من هذا العام، بدء مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة / فرع منع الإرهاب، برنامجه الجديد للعراق بصورة رسمية لفترة سنتين بشأن "الدروس المستخلصة من الجهود العراقية لمكافحة الإرهاب والاستجابة لمواجهة تحديات المستقبل" وأعلن خطة لفتح مكتب في بغداد.
ويشكل المؤتمر الحالي إسهاماً في جهودنا المشتركة. وينبغي علينا أن نعترف بأن العراق كان وما يزال يقف في الطليعة لمكافحة الإرهاب بالنيابة عن المجتمع الدولي وعلينا ان نواصل تقديم الدعم لهذه الجهود بحيث يشمل حشد التأييد لنشاطات مكافحة الإرهاب ومنعه، حسب حاجات العراق.
شكراً لكم.
نيويورك، 29 حزيران 2018