إحاطة الممثل الخاص للأمين العام في العراق السيد يان كوبيش في اجتماع مجلس الأمن نيويورك، 8 آب 2018 (كما تم تقديمها)
سيدتي الرئيسة،
بعد اجراء الانتخابات البرلمانية بتاريخ 12 أيار 2018، اسفرت الشكاوى والادعاءات بحدوث تزوير في الانتخابات وسوء الإدارة عن اتخاذ قرار بإجراء فرز وعد يدوي جزئي.
وقد ازداد الوضع تعقيدا بسبب المظاهرات التي بدأت بتاريخ 8 تموز 2018 في محافظة البصرة، وامتدت إلى المحافظات الجنوبية الأخرى ذات الأغلبية الشيعية وبغداد. وكان أغلب المشاركين في الإحتجاجات من فئة الشباب الذين كانوا يشكون من نقص الخدمات الأساسية والكهرباء وانعدام فرص العمل والفساد المتفشي. بيد أن رسائلهم أصبحت بسرعة أكثر تسييسا مع انتقادهم القادة الوطنيين والحكومات المتعاقبة بسبب تجاهل احتياجات الشعب والعدالة الإجتماعية ومعبرين عن إحباطهم العميق والمتزايد من القادة السياسيين السابقين، والنظام السياسي المستند على المحاصصة الطائفية التي اعتبروها شكلاً من اشكال الفساد والخلل والجمود، ومعربين عن استنكارهم للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للعراق.
وتجدر الإشارة الى ان الكثير من مطالبهم عكست المطالب التي عبرت عنها المظاهرات التي اجتاحت المحافظات ذات الأغلبية السنية قبل بضع سنوات.
واعترف رئيس تحالف الفتح السيد هادي العامري علنا بأن السياسيين قد خذلوا الشعب وأعاد تأكيد ضرورة اصلاح العملية السياسية وتشكيل حكومة خدمات وليس حكومة امتيازات للأطراف السياسية. ودعا زعيم تحالف سائرون رجل الدين السيد مقتدى الصدر الذي قاد بنفسه احتجاجات جماهيرية واسعة النطاق في بغداد مؤخراً في عام 2016 حملت مطالب تشبه مطالب مظاهرات اليوم، الى تعليق الحوارات السياسية لتشكيل الحكومة لحين تلبية مطالب المتظاهرين الشرعية.
وبعث الاقبال المنخفض بشكل غير مسبوق على عملية التصويت خلال انتخابات 12 أيار البرلمانية، حيث لم يشارك نحو 60% من الناخبين الذين يحق لهم التصويت، رسالة قوية لعدم الرضا على الوضع الحالي في إدارة الشؤون العامة.
سيدتي الرئيسة،
في خطبة الجمعة بتاريخ 27 تموز، دعا المرجع الديني الأعلى آية الله علي السيستاني الى تشكيل الحكومة القادمة في أقرب وقت ممكن من كفاءات فاعلة ونزيهة، ورئيس للوزراء يتعين أن يكون حازماً ويتسم بالشجاعة الكافية لمكافحة الفساد المالي والإداري، الذي يُعتبر السبب الرئيسي لمعظم المشاكل التي تعاني منها البلاد. وينبغي على مجلس النواب الجديد إلغاء المزايا أو تعديل القوانين التي لا تحقق العدالة والمساواة بين أبناء الشعب. وحذر السيستاني من أنه إذا لم تف الحكومة بالتزاماتها ولم تنفذ برنامجها الإصلاحي، أو إذا لم يتصرف مجلس النواب أو السلطة القضائية بطريقة مناسبة، فإنه لن يبق أمام الشعب المدعوم من قبل "كل القوى الخير" في البلاد من خيار إلا تطوير أساليب أخرى لفرض إرادته على المسؤولين.
بتاريخ 30 تموز، إلتقى رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد، مع رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، وأكدا على ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة القادمة وحلّ جميع المسائل بين أربيل وبغداد استناداً إلى الدستور العراقي.
سيدتي الرئيسة،
أود أن أشير بكل تقدير إلى أن رئيس الوزراء العبادي قد بذل جهوداً كبيرة لتقديم حلول سريعة وملائمة للمطالب الشعبية المشروعة، مما خفّف مؤقتاً من الأعباء التي تواجه الأشخاص الذين يعيشون تحت ظروف شاقة. ومع ذلك، فإن تلك الإجراءات الحازمة لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات الشعب ومعالجة همومه بشكل جذري. وإنني أحث القادة السياسيين على الإستماع إلى صوت الشعب، وتسريع عملية تشكيل حكومة وطنية غير طائفية وتشمل الجميع، بقيادة رئيس وزراء قوي ومتمكن؛ تعطي الأولوية للإصلاحات السياسية والإقتصادية والإجتماعية و الإستثمار، وإحداث فرص العمل، وتحقيق المصالحة، والعدالة، والمساواة، والمحاسبة، والحكم الرشيد، بما في ذلك محاربة الفساد. كما تضع جميع التشكيلات المسلحة تحت السيطرة الصارمة للدولة، وتتصرف بحزم ضد المليشيات التي تعمل خارج السيطرة والعصابات الإجرامية، وتضمن السيادة الكاملة للعراق واستقلاله الحقيقي بعيداً عن التدخلات الخارجية.
سيدتي الرئيسة،
إستناداً إلى قانون الانتخابات المعدل في 6 حزيران، إعتمد مجلس القضاة الذي تم تكليفه بالإشراف على العملية الإنتخابية أساليب لإعادة عدّ وفرز بطاقات الإقتراع التي كانت موضع شكاوى وادعاءات بالتزوير، تماشياً مع الحكم الصادر عن المحكمة الإتحادية العليا في 21 حزيران.
وفي 6 آب أعلن مجلس القضاة اكتمال عملية إعادة العد اليدوي، حيث انتقلت الآن إلى مرحلة جدولة النتائج لإعداد النتائج المؤقتة للانتخابات. وطوال عملية إعادة العد والفرز قام فريق المراقبة الانتخابية بالبعثة إلى جانب خبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالإشراف على العملية وتقديم المشورة والمساعدة.
وأود أن أعرب عن ترحيبي بإجراء عملية إعادة العد والفرز بطريقة منظمة وشفافة وذات مصداقية، كما أشيد بمجلس القضاة لعملهم النزيه والمباشر، وأحيي التفاني والمهنية من جانب جميع موظفي العد والفرز، بمن فيهم كادر المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات والكادر القضائي. وقد زادت عملية إعادة عد وفرز الأصوات من ثقة الجمهور في العملية الإنتخابية ونتائج الإنتخابات.
سيدتي الرئيسة،
لقد التقيت أنا ونائبتي للشؤون السياسية والانتخابية السيدة أليس وولبول مع العديد من القادة السياسيين، والأطراف الفاعلة في مجالات المرأة والأقليات والمجتمع المدني لتعزيز المشاركة الفعالة للمرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تمثيلها على أعلى المستويات السياسية ومراكز صنع القرار، بما في ذلك في الحكومة ومجلس النواب المقبلين.
وفي يوم 31 تموز التقت البعثة مع أعضاء الفريق الوطني للتباحث حول التقدم المحرز في تنفيذ خطة العمل الوطنية بشأن قرار مجلس الأمن رقم 1325 (2000) والتحديات الماثلة أمامه، بما في ذلك عدم تخصيص ميزانية لدعم أنشطة خطة العمل الوطنية.
وفي الأسبوع الماضي عملت البعثة على تسهيل عقد اجتماع مع القيادات النسوية، وناشطات من المجتمع المدني، والنسوة المنتخبات، حيث تم اعتماد رؤية موحدة لمطالبات النساء بتضمين منظورات النوع الاجتماعي واعتبارات المساواة بين الجنسين في البرنامج الحكومي (التوصيات مرفقة مع هذا التقرير).
وفي هذا الأسبوع، ترأست نائبتي السيدة وولبول إجتماعاً للأمم المتحدة مع نساء عراقيات يُتوقع أن يحصلن على عضوية مجلس النواب القادم. وقد تعهدت السياسيات العراقيات بتجاوز الإنقسامات الحزبية، على سبيل المثال عند تشكيل التجمع البرلماني النسائي والمنابر النسائية لتطوير السياسات والإستراتيجيات الحكومية المتعلقة بزيادة مشاركة المرأة وتمثيلها في الحياة السياسية، وكذلك تعميم مراعاة النوع الإجتماعي في جميع العمليات البرلمانية.
سيدتي الرئيسة،
بتاريخ 19 تموز، عقدت نائبتي للشؤون الإنسانية والتنمية، مارتا رويداس، اجتماعاً لمنتدى التعاون الإنمائي في بغداد، حيث تم عرض 61 مشروعاً لفريق الأمم المتحدة القطري على أكثر من 20 من الشركاء الدوليين، وهذه المشروعات جاهزة للتمويل من خلال برنامج التعافي والقدرة على مواجهة الأزمات الذي تبلغ قيمته مليار دولار. وأحث الدول الأعضاء على دعم العراق من خلال الإسراع بالوفاء بالالتزامات التي قدمت في الكويت في شهر شباط.
وبعد عام من تحرير الموصل، قامت فرق التطهير التابعة لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بإزالة أكثر من 43.700 من المتفجرات الخطرة من المدينة، بما في ذلك 1000 عبوة ناسفة.
وقد استمر مرفق تمويل الاستقرار التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دعم 2361 مشروعاً وتم الانتهاء بنجاح من أكثر من 1000 مشروع في 5 محافظات.
ومنذ كانون الثاني، عاد أكثر من 684,000 نازحاً بينما لايزال أقل من مليوني عراقي نازحين لغاية 15 تموز 2018.
ولا تزال بيئة الأمن والحماية متقلبة، مما يشكل مخاطر جدية على حماية المدنيين العراقيين، إذ تتواصل عمليات الاختطاف وحالات الاختفاء والاعتقالات فضلاً عن تزايد مخاطر العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وانتهاكات حقوق الأطفال. وبالنسبة للكثيرين، فقد أدى تضافر هذه العوامل إلى حدوث عمليات نزوح ثانوي أو متكرر.
ولغاية 14 تموز، ساهمت الجهات المانحة بتوفير 324 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية وهو ما يشكل 57 بالمائة من متطلبات الخطة. ومن أجل ضمان توفير المساعدات الضرورية للمجتمعات الضعيفة، فإنني أناشد الجهات المانحة إلى مواصلة تمويلها السخي.
سيدتي الرئيسة،
أبرزت المظاهرات الجارية في المحافظات الجنوبية الإحتياجات الإجتماعية والإقتصادية والتنموية التي أُهملت فترات طويلة في تلك المحافظات. ويقوم فريق الأمم المتحدة القُطري بإعداد استراتيجية وبرامج تهدف إلى زيادة حجم المساعدات.
وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يزداد شح المياه في المحافظات الجنوبية الخمس خلال الأشهر القادمة، مما سيعرض حوالي 25٪ من سكان تلك المحافظات البالغ عددهم مليوني نسمة لخطر التعرض لانقطاع خدمات المياه والأمراض التي تنقلها المياه والأمراض المرتبطة بها والتهجير المحتمل.
وبما أن المياه مورد مشترك بين شعوب العراق وتركيا وسوريا وإيران، فإنني أحث هذه الأطراف على زيادة تعاونها في الإدارة الفعالة للموارد المائية.
سيدتي الرئيسة،
على الرغم من أن النتائج الملموسة في البحث عن المفقودين الكويتيين لم تتحقق بعد، فإن وزارة الدفاع العراقية تواصل القيام بعمليات الحفر والاستكشاف بالإضافة إلى الجهود الرامية إلى تحديد شهود جدد.
وبتاريخ 25 تموز، عقدت جلسة أخرى للآلية الثلاثية في الكويت. وقد دفعت النداءات المتكررة الموجهة إلى المجتمع الدولي، الدول الأعضاء التي تمتلك صورًا عبر الأقمار الاصطناعية للفترة ما بين 1990-1991 إلى تقديم معلومات يمكن أن تساعد في تحديد مواقع الدفن. ولكن رغم ذلك، فإن شراء المعدات الميدانية وتوفير التدريب العدلي ومطابقة الحمض النووي والتدريبات الأنثروبولوجية وبناء القدرات للفرق الفنية العراقية والكويتية لا يزال يشكل تحديا رئيسيا ويتطلب مساعدة إضافية من المجتمع الدولي.
ويسرني أيضا أن أذكر أن الجانبين يقتربان من تحديد موعد للتحويل الرسمي لشحنة كبيرة من الممتلكات الكويتية.