حصاد مياه الأمطار الآن للحفاظ على المياه الجوفية للغد
٢٢ مارس ٢٠٢٢
أربيل، 22 آذار/ مارس 2022
يتم الاحتفال باليوم العالمي للمياه هذا العام تحت شعار "المياه الجوفية؛ جعل غير المرئي مرئياً". وهو شعار يسلّط الضوء على أهمية المياه الجوفية وضرورة حماية هذا المورد الثمين والحفاظ عليه.
ومع حوالي 14 في المئة من مياه العراق مصدرها المياه الجوفية - والباقي يأتي من المياه السطحية لنهري دجلة والفرات - يتخذ بعض العراقيين إجراءاتٍ الآن للحفاظ على المياه الجوفية للغد.
وفي إقليم كردستان العراق، يركّز ناشطون من عدة منظمات بيئية على الحفاظ على المياه وإعادة التشجير وإزالة التلوث عن المناطق الملوثة. يشرح هاوكار علي وكشبين إدريس علي وشاهين عمر سعيد من منظمة هسار، وهم يعملون مع آلاف المتطوعين في أربيل ودهوك والسليمانية، كيفية استخدامهم للمياه في مشاريعهم المناخية للحفاظ على البيئة.
.
يقول هاوكار علي مؤسس منظمة هسار: “مستوى المياه الجوفية في أربيل عميق، وتستغرق إعادة تغذيتها وقتًا أطول من خلال التسرّب السنوي لمياه الأمطار. لذا يجب علينا الحفاظ عليها من خلال تشجيع مشاريع إعادة التغذية الاصطناعية. وإذا كان لدينا تدفقٌ سطحي خلال موسم الأمطار، فيمكننا استخدام المياه السطحية للتخزين تحت الأرض. وبدلاً من المياه الجوفية، يجب أن نحصد مياه الأمطار من خلال بناء عدة سدود في أعلى المنبع في مدينة أربيل."
يتذكر هاوكار علي، وهو طالب دكتوراه في هندسة علوم الأرض، كيف عانى مشتلهم للأشجار في عام 2021 من نقص المياه بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية في البئر القريب. وبعد أن تعلموا من تجربتهم، باتوا يستخدمون الآن طرقاً مائية أُخرى لإدامة الأشجار التي يزرعونها في مشروعهم الأخير في بيرمام.
وتأييداً لآراء هاوكار وبنفس القدر من الشغف بشأن الحفاظ على المياه وحماية بيئتنا وتخضيرها، تقول كشبين إدريس علي إن الهدف الرئيسي للمشروع، والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع اليونيسف وبتمويل من ألمانيا، هو الحدّ من التصحر عن طريق زراعة الأشجار حول البرك الاصطناعية التي يُنشئونها. "تجمع هذه البرك مياه الأمطار وتعيد استخدامها لري الأشجار المزروعة"، توضح كشبين وقد انضمت إلى المتطوعين في أوائل آذار/ مارس من هذا العام لزراعة 2000 شجرة حول بركة دوين في بيرمام بمحافظة أربيل.
يعتقد هاوكار علي أن إعادة التشجير تحتاج إلى موارد مائية مستدامة لكي تكون ناجحة، وبرك مياه الأمطار يمكن أن تكون حلاً لذلك.
يقول شاهين عمر سعيد، وهو يشرح كيف تعمل المنظمة للحدّ من تأثير ندرة المياه للحفاظ على نباتاتها وإعادة تشجير أربيل، "نحن نزرع الأشجار التي تتوافق مع النظام البيئي للإقليم ومناخه. لقد بدأنا بأشجار البلوط التي تتطلب كميات أقل من المياه. وهدفنا ليس فقط تخضير المناطق، بل معالجة مشكلة ندرة المياه أيضاً."
وتشارك منظمة هسار في دراسةٍ على مدى ثلاث سنوات حول حماية الموارد المائية، وتركز على تطوير حصاد مياه الأمطار مع حملة إعادة التشجير. ويشدّد هاوكار على ضرورة وجود استراتيجية مائية على المستوى الحكومي تركز على المياه باعتبارها قضية حساسة وهشة في الإقليم.
ويتابع قائلاً: "يجب دعم أية مبادرة لحماية المياه. ويجب أن يأخذ التصميم الحضري في الاعتبار توزيع المياه الجوفية؛ إذ لا ينبغي أن يكون هناك توزيع حضري على الجانب المغذي للمدينة، والذي من المفترض أن يُسرّب المياه إلى باطن الأرض."