لا تزال آلاف الأسر العراقية تعيش في مختلف مخيمات النازحين بعد اجتياح داعش لمنازلهم ومناطقهم في حزيران 2014.
تمثل كيفية معاملة النازحين من حيث حصولهم على الغذاء والمأوى والخدمات الطبية وما إذا كانت حقوقهم في التمتع بهذه الحقوق الأساسية لا يتم انتهاكها، تمثل طليعة الأنشطة لمكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في إطار عمله بشأن حماية المدنيين.
ولا تزال آلاف الأسر العراقية تعيش في مختلف مخيمات النازحين بعد اجتياح داعش لمنازلهم ومناطقهم في حزيران 2014. وفي حين أن بعض النازحين قد عادوا إلى المناطق التي تمت استعادتها، ما زالت المخيمات تسجل توافد نازحينَ جُددٍ بمن فيهم نساءٌ وأطفال.
وفي إطار أنشطته الرامية إلى تعزيز وحماية حقوق الإنسان للعراقيين، بمن فيهم النازحون، ينفذ مكتب حقوق الإنسان التابع ليونامي زياراتٍ منتظمةً إلى مخيمات النازحين ومواقع الفرز وغيرها من المواقع في المناطق المحرّرة، بما في ذلك محافظة نينوى، لمراقبة عودة النازحين الآمنة والطوعية والتأكد من معاملتهم بكرامة والإبلاغ عن أية انتهاكاتٍ في حال تم تحديدها. وفي 14 أيلول 2017، قام المسؤول الإقليمي لحقوق الإنسان السيد ديبيش فيرما بزيارةٍ روتينية مع المكتب الإعلامي للبعثة في أربيل إلى ناحيتي حمام العليل والنمرود. وجاءت هذه الزيارة كذلك لمراقبة وضع حوالي 1400 فردٍ من النساء والأطفال من جنسياتٍ مختلفةٍ مِمّن تم إيصالهم إلى موقع العبور في حمام العليل.
قال أحد الرجال الذين يعيشون في مخيم النمرود للنازحين ويبلغ من العمر 55 عاماً "إن العيش بعيداً عن المنزل في بيئةٍ غريبةٍ والاعتماد على الموارد الشحيحة وانتظار التموين التالي يوماً بيومٍ يشكّل تحدياً، مما يجعل النازحين عرضة للخطر."
وخلال هذه الزيارة، تحدث السيد فيرما إلى قوات الأمن العراقية ومديري مخيمات العبور والمخيمات الرئيسية والممرضين في العيادة وبعض الأسر النازحة. وخلال حديثه مع أحد أرباب الأسر في مخيم النمرود للنازحين لطمأنة المشاركين في المقابلات بأن مصلحتهم الفضلى هي الأولوية، قال السيد فيرما "لقد جئنا لزيارتكم للتأكد من أنكم تتمتعون بكامل حقوقكم، وكذلك للحديث عن أية تحديات قد تواجهونها، بما في ذلك العودة الآمنة إلى دياركم ... وأياً كانت المعلومات التي تدلون بها إلينا فلن يتم استخدامها إلا بموافقتكم، وسيتم التعامل معها بطريقة سرية، ونحن نضمن مبدأ "عدم الإضرار."
وقالت امرأة كانت قد أصيبت في حادثٍ قتل فيه قناصٌ داعشيّ ثلاثة مدنيين وجرح 11 آخرين غرب الموصل في 24 نيسان: "كانت الساعة حوالي الحادية عشرة صباحاً حين كثّف تنظيم داعش هجومه على قوات الأمن العراقية في غرب الموصل. انضممت إلى مجموعة من المدنيين الذين كانوا يخططون للفرار باتجاه مواقع قوات الأمن العراقية من أجل السلامة. وعندما كنا على وشك عبور حي الصحة، سمعت أصوات عدة رصاصات وفجأة سقطت فاقدةً الوعي. وعندما استعدت وعيي وجدت نفسي في عيادة قوات الأمن العراقية إلى جانب 10 ممن كانوا معي - فقد أصبنا جميعاً بالرصاص. بعدها، ذهبنا إلى موقع الفرز، ومن ثم إلى مخيم النازحين هذا."
يقوم مكتب حقوق الإنسان التابع ليونامي بجمع المعلومات والتحقق من الوقائع وضمان توثيق التجاوزات والانتهاكات لحقوق الإنسان الدولية والمعايير الإنسانية وفقاً لمنهجيات الرصد الصارمة. ويصدر مكتب حقوق الإنسان تقارير منتظمة عن حقوق الإنسان. وقد أصدر المكتب ثمانية تقارير بين حزيران 2015 وآب 2017 تفيد بأن معظم الجرائم الخطيرة ربما ارتكبت خلال النزاع.
وتشير التقارير المتاحة على موقعي بعثة يونامي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان باللغتين العربية والإنكليزية بقوة إلى أن تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ربما ارتكب جرائم دولية خلال السنوات الثلاث الأخيرة أثناء سيطرته على أجزاء واسعة من العراق. وقد ارتكب تنظيم داعش انتهاكات خطيرة ومنتظمة للقانون الإنساني الدولي وتجاوزات وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ولا سيما عمليات القتل الجماعي والاختطاف والاستعباد الجنسي والتدمير الشديد للمواقع الدينية والثقافية.