مباراة كرة قدم الاطفال تلم شمل الاصدقاء المفقودين
لم يتمكن نزيه واصدقائه من لعب كرة القدم كفريق لما يقارب العامين.
منذ هروبهم من الموصل في العراق بصورة منفصلة لم يكن لديهم اخبار عن بعضهم البعض ناهيك عن تمكنهم من لم شملهم.
وفي الاسبوع الماضي إكتشف سبعة منهم إنهم يعيشون في ذات موقع الطوارئ في حاج علي للنازحين وإجتمعوا على ارض الملعب الذي انشاته المنظمة الدولية للهجرة وهي وكالة الهجرة الدولية بتمويل جمعه الشريك الغير ربحي في الولايات المتحدة، رابطة الولايات المتحدة للهجرة الدولي.
يقول نزيه " جميعنا من نفس القرية وهي قرية الموالي بالقرب من الموصل. ونحن نحب كرة القدم ونلعب كفريق قبل ان تستولي داعش على القرية ولكنا بقينا نلعب بالرغم من داعش حتى حرمنا كليا من لعب كرة القدم " ويبلغ نزيه 16 عاماً الذي لعب في الفريق منذ ان كان يبلغ من العمر 12 عاما.
لم تسلب داعش فقط كرة القدم من نزيه ولكنها كذلك سلبت حقه في التعليم
ويقول " لقد أضعت ثلاث سنوات من المدرسة وكذلك حريتي في لعب كرة القدم"
عندما بدأت العمليات العسكرية لاستعادة الموصل ووصلت الى مناطقهم حيث بدأ الناس بالفرار.
يقول نزيه:"حاول ابناء القرية الفرار من القتال في كافة الاتجاهات وذهب أصدقائي الى اماكن مختلفة مع عائلاتهم وبهذا انتهى الفريق ولاننا تشتتنا حيث ذهب البعض الى بادوش والاخرين الى القيارة وبعضنا الاخر الى حاج علي" ،يشجع نزيه فريق ريال مدريد ونجمه اللاعب كرستيانو رونالدو".
بعد الهروب من الموصل في أذار تم وضع نزيه واسرته في موقع حاج علي وهو يعتبر موقعا للطوارئ ويعيش فيه ما يقارب 32,000 شخص نازح أغلبهم من الموصل.
كما تدعم المنظمة الدولية للهجرة موقع طوارئ في القيارة. ويقدر أن 55 في المائة من مجموع السكان النازحين في كلا الموقعين هم أطفال دون سن 17 سنة. وفي 28 آب / أغسطس 2017 كان هناك 18,300 طفل تتراوح أعمارهم بين و 0-17 سنة في الحاج علي. ويبلغ عدد سكان قرية قيارة أكثر من 45,600 نسمة، منهم حوالي 26,650من الأطفال.
وبفضل الأموال التي جمعھا شرکاء المنظمة الدولیة للھجرة في الولایات المتحدة لتزوید الأطفال العراقیین النازحین بمساحة للعب، قامت المنظمة الدولیة للھجرة IOM بتسهيل تشیید ملاعب في کل من مواقعي حاج علي و القیارة للطوارئ.
قال لوكا دال اوكيلو المدير التنفيذي لرابطة الولايات المتحدة للهجرة الدولية USAIM"لقد حُرِم هؤلاء الاطفال من جزء من طفولتهم بسبب العنف المستمر والان هم أكثر أماناً ونريد أن نضمن ان لديهم مساحات للاستمتاع بالالعاب الرياضية في وقت فراغهم والتعبير عن انفسهم".
اقيمت هذه الملاعب لتوفر ملعباً لكرة القدم وملعباً لكرة الطائرة وملعباً للاطفال للبنين والبنات ونصبها في ارجاء الملعب على مدى بضعة اسابيع من قبل اشخاص ماهرين في مخيمات النازحين في القيارة وحاج علي والذين تلقوا اجور عملهم. وتم إفتتاح الملعب بمباريات نظمتها المنظمة الدولية للهجرةIOM بدعم من إدارة المخيمات.
أضاف نزيه "لم أكن أعرف أن الكثير من أصدقائي يسكنون هنا في المخيم. قامت المنظمة الدولیة للھجرة IOM بلم شملنا من خلال ھذا الحدث. أنا متحمس جدا للمشاركة في هذه المباراة، بعد مضي فترة طويلة من عدم لعبي مع فريقي".
شعر نزيه وأصدقائه أن لهذه اللعبة شعور مختلف. لم يلعبوا كفريق واحد منذ ما يقرب من عامين - حظرت داعش لعب كرة القدم في الموصل وغيروا العديد من قواعده حتى يتقيدوا بقوانين داعش الصارمة – نزيه وفريقه احتفوا في البقاء أحياء ونيلهم الحرية ولم شملهم.
وسعادة نزيه ذلك اليوم كان لها ثمارها لقد أثار الصبي الطويل القامة إعجاب الجميع وبسرعته وتسديداته القوية وتصديه المثير للإعجاب وعند نهاية المباراة سجل نزيه هدف الفوز.
قال نزيه مبتهجا "هذه هي أول مباراة لي في أكثر من عام أحب أصدقائي و أحب كرة القدم. وآمل حقا أن نتمكن من الاستمرار في اللعب معا كفريق واحد، هنا في المخيم وبعد عودتنا إلى قريتنا ".
كذلك تمكنت تبرعات رابطة الولايات المتحدة للهجرة الدولية والمنظمة الدولية للهجرة لتقديم استشارات صحية ومعدات طبية للتنقل الى 517 نازح (209 رجل و 165 إمرأة و 83 صبياً و 60 فتاة ) من ذوي الاعاقة والاصابات والصدمات النفسية والامراض المزمنة في مواقع الطوارىء في القيارة وحاج علي ومخيمات خازر وحسن شام.
وبالتنسيق مع أخصائي العلاج الطبيعي في دائرة الصحة، قدمت المنظمة الدولية للهجرة أيضاً 89 كرسي متحرك و 40 جهاز مساعد على المشي و70 عكازاً الى النازحين من الموصل. وبالاضافة الى ذلك، قامت المنظمة الدولية للهجرة ببناء منحدرات في 50 قطعة من أجل تحسين تنقل السكان الذين يعانون من إعاقة بدنية في الموقع.
أم سمية التي تنحدر من الموصل كان بإستطاعتها السير حتى أشهر قليلة
في نيسان عند بدء الهجوم لإستعادة الموصل بضرب منطقتهم قررت أم سمية وعائلتها المخاطرة والهروب من المناطق التي استولى عليها داعش.
وكان مقاتلوا داعش يراقبون كافة طرق الهروب باستمرار ويطلقون النار على المدنيين الفارين لاحتوائهم واستخدامهم كدروع بشرية. وكان الهروب في الليل أمراً شائعاً لتجنب وقوعهم تحت أنظار داعش. سارت أم سمية وعائلتها في الظلام لساعات طويلة تتخبط عبر الاراضي المعادية لتجنب الفخاخ المتفجرة والمتفجرات التي وضعها داعش. ولسوء الحظ فقد تم رصدهم من قبل أحد مسلحي تنظيم داعش الذي اطلق النار عليهم.
وقالت أم سمية: " بدأنا بالركض بأقصى سرعة ممكنة ولكن في الذروة والظلام والخوف من الوقوع تعرضت للسقوط مما أدى الى إصابة ركبتي بجروح خطيرة". تسبب السقوط والاصابات في فقدانها القدرة على المشي وحالياً هي محاصرة في الخيمة غير قادرة على التحرك من دون مساعدة أم سمية هي واحدة من بين 89 مستفيد استلم كرسي متحرك من خلال التبرعات المقدمة من قبل رابطة الولايات المتحدة للهجرة الدولية. وقد استلم 40 مستفيداً آخر جهاز للمساعدة على المشي و 70 عكازاً.
وقالت عائشة زوجة ابن سمية : " بهذا الكرسي المتحرك يمكننا مساعدتها على التحرك والمنحدر يسهل علينا مساعدتها في الوصول الى الشارع والتجول حول المخيم والعودة الى الخيمة".
وقد أدى النزاع الطويل الأمد في العراق الى تفاقم أوضاع الأمراض المزمنة وقد امتدت خدمات الرعاية الصحية الأولية في جميع انحاء العراق وازدادت فرص حصول الاشخاص ذوي الاعاقة البدنية على الخدمات الطبية المتخصصة ومعدات التنقل.
وبينما يواصل شركائنا غير الربحيين في الولايات المتحدة جمع الأموال لتخفيف الصعوبات التي يواجهها النازحون الضعفاء في العراق، لا تزال هناك حاجة الى دعم إضافي نظراً لحجم الأزمة والاحتياجات الهائلة التي ولدتها.
ولمساعدة نزيه وأم سمية وغيرهم من النازحين في العراق إنقر هنا
هذه المقالة تمت مشاركتها مع صور اضافية على الرابط ادناه: https://medium.com/@UNmigration/childrens-soccer-match-reunites-lost-friends-4ef7378fa5a0
ولمزيد من العلومات يرجى الاتصال بالمنظمة الدولية للهجرة في العراق: ساندرا بلاك، تلفون: 009647512342550، البريد الألكتروني: sblack@iom.int
او هاجر نايلي في الولايات المتحدة، البريد الألكتروني: hnaili@iom.int
كتبت هذه المقالة من قبل هالة جابر المتحدث باسم وكالة الامم المتحدة لشؤون الهجرة لأزمة الموصل