فنانة تشكيلية "بابلية" من القرن الحادي والعشرين تتحدث إلى المكتب الإعلامي ليونامي عن تمكينها للمرأة من خلال ريشتها
Malak: “I dedicated myself to my country to raise the name of Iraq high.
فنانة تشكيلية "بابلية" من القرن الحادي والعشرين تتحدث إلى المكتب الإعلامي ليونامي عن تمكينها للمرأة من خلال ريشتها
"حواء يا حواء، اختاري رجلاً لا ينسحب حين يراك حزينة، ويتحمّل غضبك حتى لو كنت عنيدة... اختاري رجلاً يغار عليك بعقل... رجلاً عاشقاً لك كما أنت"
لنتعرف على ملاك جميل، نائبة رئيس التشكيليين في نقابة الفنانين العراقيين والناشطة في محاربة العنف القائم على النوع الاجتماعي. حواء، وهو اسمها الفني، تؤدي عدة أدوار مختلفة. المكتب الإعلامي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) كان له الحديث التالي معها.
المكتب الإعلامي ليونامي: لقد حصلتِ على العديد من الجوائز بما في ذلك جائزة دولية للإبداع في عام 2010 في مهرجان الغردقة، لابد وأن ذلك قد تطلب الكثير من العمل الشاق، كيف كنتِ قادرةً على الوصول إلى مثل هذه الإنجازات من خلال رسوماتك؟
ملاك: "لأنني وهبت نفسي لوطني ولرفع اسم العراق عالياً، وأستغل كلّ دقيقةٍ من وقتي لمستقبلي الفني والثقافي. الفن بالنسبة لي كُريّةٌ ثالثةٌ في دمي، والفريم الخاص بالرسم والألوان والفرش هم الأصدقاء أتحاور معهم في قصص الحياة. منذ البداية وأنا طفلة كنت أذهب في سفرات مدرسية إلى مدينة بابل الآثارية. وأنا في المدينة، أقف أمام بوابة عشتار وتشدّني ألوانها وتصاميمها ومفرداتها وبخاصةٍ زهرة ""البابونك"" والرسومات على الجدران والأعمال النحتية الموجودة على الجدران وأسد بابل، وعند العودة أجلس وأرسمها."
"وقمت بالمشاركة في أكثر المعارض المدرسية وحضرت أغلب المعارض التشكيلية التي تقام داخل العراق وخارجه. وأسّستُ غاليري كهرمانة 1994. وحضرَ عندي أبرز الفنانين الرواد أمثال فائق حسن وإسماعيل الشيخلي وسعدي الكعبي وعلاء بشير ونزيهة سليم، وجميعهم كانوا يقدمون لي آراءهم وأفكارهم ونقدهم الفني البناء."
وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، تنقّلتْ حواء في أدوارها بين إدارة غاليرياتٍ فنيةٍ وإدارة متحف في وزارة الثقافة إلى رئاسة منظمة كهرمانة الثقافية للفنون. وبين هذا الدور وذاك فإن لدى حواء قصصٌ مختلفة لتخبرنا بها.
المكتب الإعلامي ليونامي: ما هي الصور التي ترسمينها، وما نوع القصة التي تخبرينا بها من خلالها؟
ملاك: في أكثر معارضي الشخصية وأعمالي الفنية أركّزُ على دور المرأة في الحياة وأستلهم دورها في حضارات بلاد الرافدين، وأستوحي أسلوبي من الأساطير القديمة في وادي الرافدين والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأشورية. تأثرتُ بفنونِ بلادِ الرافدين وقصصِ ألف ليلةٍ وليلة، وبات ذلك واضحاً في أعمالي حيث كان لي معرضٌ بعنوان "نساء حضارات وادي الرافدين" 2011. في هذا المعرض سلّطتُ الضوءَ على أكثر النساء اللواتي حكمْنَ العراق ولهنّ دورٌ مشرفٌ أمثال: شبعاد وسميراميس والملكة زكوتو."
"... كانت المرأة العراقية عبر العصور ملكةً وسفيرة وأديبة وفنانة ومتخصصة ناجحة بالقانون والطب والهندسة. كما أخذتُ شخصياتٍ من هذا العصر، وفي مقدمتهنّ المهندسة المعمارية زها حديد. وقد عُرِض المعرض في الولايات المتحدة الأمريكية في ستّ ولاياتٍ وبدعوةٍ من السفارة العراقية والمركز الثقافي العراقي في واشنطن."
"وتناولت في معرضي الشخصيّ حياة حواء الشخصية في الاختيار، في الحب، في الانتظار، في الغدر والاستغفال، في الصبر والإيمان، مخاطبة إياها حواء يا حواء: اختاري رجلاً لا ينسحبُ حين يراكِ حزينةً، ويتحمّل غضبكِ حتى لو كُنتِ عنيدة. اختاري رجلاً يغارُ عليكِ بعقلٍ ويمضي في بحرِ حبكِ بجنون، رجلاً أنيقَ المشاعر شريفَ الأخلاق، للرجولة في دياره عنوان. اختاري رجلاً عاشقاً لكِ كما أنتِ، يرى فيكِ كلّ نساء الأرض، رجلاً من النور والإيمان، يؤمن أن لا امرأة سواكِ ستكون امرأته شرعاً وقانوناً وعشقاً."
المكتب الإعلامي ليونامي: هلّا تحدثينا عن ملكات بابل؟
ملاك: "حكم العراق الكثيرُ من الملكات، وكان لكل واحدةٍ منهنّ أثرٌ معينٌ في تاريخ بابل وسكانها. ومن أبرز ملكات بابل وألمع الأسماء فيها هي الملكة سميراميس، وهي إحدى الملكات اللواتي مثلنَ الحضارة العراقية بصورةٍ مشرّفةٍ وكان لها الكثير من الإنجازات خلال فترة حكمها. واشتهرت سميراميس (سمورمات) بجمالها، إذ عُرفت بملكة بابل الجميلة، وبحكمتها وجبروتها وقسوتها وقوتها، وبأنها أكثر ملكات الشرق جمالاً. وقد صارت رمزاً وعنفواناً لأمجاد حضارة بلاد الرافدين."
المكتب الإعلامي ليونامي: كيف تدعمين النساء الأخريات اللاتي يحتجْنَ لتطوير مهاراتهنّ الفنية؟
ملاك: "أولا، من خلال برامج صناعة الثقافة، وهذا يتضمن البحث عن المواهب الشابة للفتيات الفقيرات للأعمار من 10 سنوات إلى 18 سنة في المناطق الفقيرة والنائية، وإجراء منافساتٍ بين الشابات في الأدب والشعر والمهن الحرفية والرسم، والبحث عن الفتيات في الملاجئ ودور الأيتام وتنظيم مسابقاتٍ بينهنّ واختيار الأفضل من خلال اكتشاف مواهبهنّ في الكتابة والشعر والأدب والفنون وغيرها. ثانيا، طرح مواضيع التمكين الاقتصادي، وتثقيف الفتاة على الاعتزاز بنفسها لتعيش مرفوعة الراس وتكون ذات شأن. لا تستجدي المادة بل تبحث عن الوسائل الصحيحة لمواجهة تحديات الفقر والاستغلال السلبي. ثالثا، إقامة معارض تشكيلية للفنانات التشكيليات وندواتٍ ثقافية وفنية وعروض أزياء لتطوير الذوق والتمتع بجمال الألوان بالتنسيق مع بعض القنوات الفضائية، وخياطة أزياء سومرية وأكدية وبابلية وآشورية وتصميم لوحات متنوعة. وقد أنتجنا في هذا الاتجاه برامج تلفزيونية مثل برنامج عشتار: موسوعة الأزياء العراقية."
وعندما تكون ملاك خارج دورها كفنانة، تأخذ دورها كناشطةٍ من خلال زيارة المدارس الثانوية وتدريب الفتيات على الحِرَف الشعبية والعمل على تشغيل الإناث والأرامل والمطلقات من خلال إقامة ورش عملٍ لتعليم الخياطة والتصاميم، وكذلك إقامة ورش عملٍ عن الإسناد النفسي وتخفيف وطأة الحرب على الأطفال وإقامة معرضٍ عن حقوق الإنسان وتنفيذ ورش عمل عن السلام وحل النزاعات.
---------------------------------------
إعداد سيليا ثومبسن وذرى كريم
(المكتب الإعلامي ليونامي)