الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت مراسم إحياء ذكرى إخفاء البارزانيين عام 1983
٣٠ يوليو ٢٠٢٢
30 تموز 2022
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
نحن هنا لنحي، بحزن شديد، ذكرى الإخفاء القسري - منذ 39 عاماً – لثمانية آلاف من الرجال والأولاد البارزانيين، حيث اختفوا ولم يرهم أحد بعد ذلك.
ومع تذكرنا للذين فقدوا أرواحهم بصورة مأساوية، فإن قلوبنا أيضاً مع عوائلهم وأصدقائهم. ولا يزال الكثير منهم، إلى اليوم، في انتظار ظهور الحقيقة، إذ حُرموا بقسوة من فرصة مواراة أحبائهم الثرى.
الألم من عدم معرفة ما حدث وألم الانتظار والأمل. لا توجد كلمات تصف ما عانته تلك العوائل. لا توجد. لا توجد كلمات تصف مشاعر اليأس العميق.
واليوم، نحيى ذكرى إعادة 100 من البارزانيين، وهي المرة الثالثة من نوعها. فبين عامي 2004 و2005، تمت إعادة 500 من الأحباء المفقودين إلى ديار أجدادهم. وفي عام 2011، تم إحضار 93 آخرين إلى مثواهم الأخير. ومع استمرار البحث، نعبر عن أملنا في العثور على كل الآباء والأخوة والأعمام والأبناء حتى آخر فرد.
وكما نعلم جميعاً فإن المأساة الهائلة لا تنتهي هنا. حيث سبقت هذه الأحداث المروعة حملة الأنفال، وهي حملة إبادة جماعية بقصد القضاء على عدد لا يحصى من الأبرياء وإصابة وتشويه الكثيرين. ونجا من ذلك عدد قليل من العوائل الكردية.
والمقصود من مراسم إحياء الذكرى، مثل اليوم، هو تذكر حياة الأحباء الذين فُقدوا أو تغيروا للأبد. وبعد ذلك، فإن هذه المراسم أيضاً تذكير صارخ للجميع. تذكير صارخ بأن هذه الأعمال الرهيبة يجب ألا تتكرر أبداً.
السيدات والسادة،
اليوم عاد 100 من الرجال والأولاد إلى ديارهم، إلى مثواهم، أخيراً. محاطين بعوائلهم وأصدقائهم. ونحن نقوم بتكريمهم. ولا يسعنا إلا أن نأمل بأن تجلب عودتهم قدراً من السلام إلى الذين بحثوا عنهم كل هذه الأعوام.
وكما تعرفون دائماً ما يوصف التنوع في إقليم كردستان وفي جمهورية العراق بأنه من أكبر مصادر قوته.
وفي ضوء ما سبق: من المعروف كذلك أننا على أعتاب مفترق طرق مهم لرفاه الجميع: هنا في إقليم كردستان وفي العراق ككل. وبالتالي، لا يسعني إلا التأكيد على حجم ما هو على المحك: قدرة كل مواطن على العيش في سلام وازدهار وكرامة.
إذن دعونا نكرّم الأرواح التي فقدت. دعونا نكرمهم من خلال العمل معاً. إنها الطريقة الوحيدة للبدء في شفاء الجروح العميقة التي خلفتها عقود من الصراع والانقسام وتهيئة الظروف التي تسمح للجميع بالازدهار في أمن وأمان، محترمين بعضهم البعض.
ختاماً، سيداتي وسادتي، وإحياءً لذكرى الضحايا، أؤكد بإخلاص مرة أخرى دعمنا وتضامننا مع هؤلاء الذين لا يزالون يحملون ندوب القسوة الوحشية. ومرة أخرى أعبر عن عميق التعاطف مع عوائل المفقودين وأصدقائهم وأقدم خالص التعازي على الأرواح التي فقدت.
شكراً لكم
.
صاحب الخطاب
جينين هينيس-بلاسخارت
بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق
الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق