خطاب المنسق المقيم للأمم المتحدة في افتتاح مؤتمر المجلس العربي للسكان والتنمية الذي يعقد في بغداد، العراق
١٧ مايو ٢٠٢٣
17 أيار 2023
دولة رئيسوزراء جمهورية العراق، السيد محمد شياع السوداني المحترم،
معالي نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير التخطيط الدكتور محمد علي تميم المحترم،
أصحاب المعالي، السيدات والسادة.
يشرفني اليوم أن اكون هنا لأتحدث نيابة عن أسرة الأمم المتحدة، في الافتتاح الرسمي لمؤتمر المجلس العربي للسكان والتنمية وإطلاق الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية في العراق.
ان تعداد سكان العراق، الذي يقدر عددهم حالياً بحوالي 43 مليون نسمة، آخذ بالنمو بمعدل يعتبر من بين أسرع معدلات النمو في العالم، والتي تعزى بشكل اساسي الى ارتفاع معدلات الولادة. ويثير هذا المعدل هواجس حقيقية تتعلق بالاستهلاك العالي، والتأثير على البيئة، فضلاً عن تحديات إعداد الميزانية المخصصة لبرامج البنية التحتية، والصحة، والتعليم، وكذلك التقاعد.
ومع ذلك، فأن التركيز بشكل حصري على تعداد السكان في العراق ومعدلات النمو سيجعلنا نحيد عن الهدف، وربما ينتهي بنا الى اتخاذ تدابير ذات مفاعيل عكسية قد تقوض حقوق الإنسان. وأن ضمان حصول الأفراد، وخصوصاً النساء، على خدمات التنظيم الأسري، يمكن أن يحقق انخفاضا في معدل الخصوبة ويساعد في تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أصحاب المعالي، يشهد العراق في الوقت الراهن ارتفاعا ملحوظاً في أعداد الشباب، مما يشكل فرصةً فريدة، حيث أنه ومن خلال الاستثمار في التعليم والصحة وفرص العمل للشباب، فسيكون بإمكان العراق ان يسخر إنتاجيتهم على المدى المتوسط لتحقيق تأثير اقتصادي إيجابي ملحوظ يمهد الطريق نحو مستقبل أكثر ازدهارا للبلاد.
إن وجود بيئة سياسية وتشريعية مواتية تعزز حقوق المرأة وفرص الشباب تعد أمراً هاماً لبرنامج العراق السكاني والتنموي. ولذلك أود أن أهنئ الحكومة على إطلاقها الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية في العراق التي ستوجه مختلف القطاعات حول أفضل السبل للاستثمار في رأس المال البشري.
على مدى العقد الماضي، كان للأمم المتحدة دور فعال في معالجة قضايا السكان في العراق ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة. إذ ركزت على جوانب مختلفة من العوامل السكانية مثل الصحة الانجابية، المساواة بين الجنسين، تمكين الشباب وكذلك الهجرة، كما بذلت جهوداً لتحسين الحصول على خدمات الرعاية الصحية الجيدة، وخاصة في المناطق التي تفتقر إلى تلك الخدمات، وتعزيز مبادرات تنظيم الأسرة، وخفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال. كما دعمت الأمم المتحدة برامج تهدف إلى تمكين المرأة والفتيات ومحاربة العنف المبني على النوع الاجتماعي وعملت على تسخير إمكانات الشباب في العراق من خلال توفير التعليم والتدريب المهني وفرص العمل. وعلاوة على ذلك، اضطلعت الأمم المتحدة بدور بالغ الاهمية في معالجة التحديات التي يشكلها النزوح الداخلي والهجرة وتوفير المساعدة ودعم إعادة إدماج النازحين.
وأخيراً، تقف الأمم المتحدة في العراق على أهبة الاستعداد لمواصلة دعم الجهود الحكومية لتحقيق رؤيتنا المشتركة لعراقٍ أكثر ازدهارا واستقرارا.
أتمنى لكم مؤتمراً مثمراً.
شكراً لكم.
صاحب الخطاب
غلام محمد إسحق زى
نائب الممثل الخاص، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق