كنت شاهدا على ما يتمتّع به اللاجئون من قدرة على الصمود في مواجهة الصدمات، وعلى ما يقدمونه من إسهامات في جميع مناحي الحياة.
إن مثابرتهم في مواجهة الشدائد تمثل لي مصدرا للإلهام في كل يوم.
إن اللاجئين يجسّدون الروح الإنسانية بأفضل صورها.
وما يحتاجونه، بل ويستحقونه، هو الدعم والتضامن - وليس الصدّ وإغلاق الحدود في وجههم.
وبينما نحتفل باليوم العالمي للاجئين، فإننا بصدد معلومة إحصائية مفجعة.
فهناك أكثر من 100 مليون شخص ممن يعيشون في بلدان تزعزع استقرارها عوامل النزاع والاضطهاد والجوع والفوضى المناخية أُجبروا على النزوح من ديارهم.
وهذه ليست محض أرقام مدوّنة في صفحات الدفاتر.
فهؤلاء هم أشخاص، نساء وأطفال ورجال، في رحلة مليئة بالصعاب - وكثيرا ما يتعرضون خلالها للعنف والاستغلال والتمييز وسوء المعاملة.
إن هذا اليوم تذكرةٌ لنا بما علينا من واجب لحماية اللاجئين ودعمهم - وبما علينا من التزام بفتح المزيد من قنوات الدعم.
وهذا يشمل إيجاد حلول لإعادة توطين اللاجئين ومساعدتهم على بناء حياتهم من جديد بكرامة.
وإننا بحاجة إلى دعم دولي أكبر يقدَّم إلى البلدان المضيفة، على نحو ما يدعو إليه الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، لتعزيز فرص حصولهم على التعليم الجيد والعمل اللائق والرعاية الصحية والسكن والحماية الاجتماعية.
ونحن بحاجة إلى إرادة سياسية أقوى بكثير لإحلال السلام كي يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم بأمان.
لقد اختير لهذا العام موضوعٌ عنوانه ”الأمل بعيدا عن الديار“.
وإنني أدعو العالم إلى إيجاد سبل للاستفادة من الأمل الذي يملأ قلوب اللاجئين.
دعونا نقابل شجاعتهم بمثلها، بأن نوفّر لهم الفرص التي يحتاجون إليها في كل خطوة يخطونها.