الأمين العام رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 أيار/مايو 2024
يمر العالم بحالة طوارئ بيئية لا مثيل لها تهدد الجيل الحاضر والأجيال المقبلة في كينونتها.
وإذ يحتاج الناس إلى معرفة هذه الحقيقة فإن للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام دورا رئيسيا في تثقيفهم وتزويدهم بما يلزمهم من المعلومات.
وفي مقدور وسائل الإعلام المحلية والوطنية والعالمية أن تسلط الضوء على الأحداث المتعلقة بأزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والظلم البيئي.
فبفضل عملها، أصبح الناس على دراية بالحالة السيئة التي يمر بها الكوكب وغدوا يملكون أسباب التمكين التي تساعدهم في تعبئة الجهود والعمل من أجل التغيير.
على أن العاملين في وسائل الإعلام يسهمون أيضا في توثيق مظاهر التدهور البيئي، ويقدمون الأدلة على مظاهر التخريب البيئي فيساعدون بذلك على محاسبة المسؤولين.
وليس غريبا أن بعضا ممن يملكون القوة من الأشخاص والشركات والمؤسسات يبذلون كل ما في وسعهم ليمنعوا الصحفيين المهتمين بقضايا البيئة من أداء عملهم.
إن حرية الإعلام تعاني الحصار. وقد غدا العمل الصحافي المتخصص في قضايا البيئة مهنة لا تنفك خطورتها تزداد.
فقد قتل على مدى العقود القليلة الماضية عشرات من الصحفيين الذين كانوا يتصدون في عملهم للأنشطة غير القانونية المتعلقة بالتعدين وقطع الأشجار وكذلك الصيد غير المشروع وغيرها من القضايا البيئية.
ولم يحاسب على ذلك أحد في الغالبية الساحقة من الحالات.
وذكرت اليونسكو أن عدد الاعتداءات على القنوات الإخبارية والصحفيين المهتمين بقضايا البيئة قد تجاوز 750 اعتداء في السنوات الخمس عشرة الماضية. وما فتئ تواتر تلك الاعتداءات ينمو ويزداد.
وكذلك يجري استغلال الإجراءات القانونية لفرض الرقابة على المراسلين المهتمين بقضايا البيئة وإخراسهم واحتجازهم ومضايقتهم، في وقت تركز فيه حقبة جديدة من التضليل الإعلامي المتعلق بالمناخ على تقويض الحلول التي أثبتت جدواها، بما في ذلك الطاقة المتجددة.
غير أن الصحفيين المهتمين بقضايا البيئة ليسوا وحدهم المعرضين للخطر.
ففي قاطبة أنحاء العالم، يجازف العاملون في وسائل الإعلام بحياتهم وهم يحاولون تزويدنا بالأخبار عن كل ما يجري، بدءا بالحروب وانتهاء بالديمقراطية.
إنني أشعر بالهول والفزع من العدد الكبير الذي قتل من الصحفيين في العمليات العسكرية الإسرائيلية الدائرة رحاها في غزة.
وإن الأمم المتحدة لتعترف بالعمل القيم الذي يقوم به الصحفيون والعاملون في وسائل الإعلام لضمان إعلام الجمهور بالقضايا الجارية وإشراكه فيها.
إننا لن نستطيع مكافحة المعلومات المغلوطة والمعلومات المضللة دون وقائع، ولن تكون لدينا سياسات قوية دون مساءلة. كما لن ننعم بأي شكل من أشكال الحرية إذا انعدمت حرية الصحافة.
فحرية الصحافة ليست خيارا، وإنما هي ضرورة.
إن يومنا العالمي لحرية الصحافة مهم للغاية، ولذلك فإنني أغتنم هذه المناسبة لأناشد الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني الانضمام إلينا في إعادة تأكيد التزامنا بصون حرية الصحافة وحقوق الصحفيين والإعلاميين في أرجاء العالم قاطبة.