نجتمع اليوم بقلوب مثقلة لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الإيزيدية وتكريمهم. نقف هنا تضامناً مع أسر الإيزيديين والناجين، ونعترف بخسارتهم التي لا يمكن تصورها وصمودهم الذي لا يتزعزع.
إن كل حياة فقدت هي مأساة عميقة ناجمة عن أفعال إرهابية شنيعة من تنظيم داعش، ومن واجبنا ضمان بقاء ذكراهم من خلال أفعالنا.
تؤكد الأمم المتحدة التزامها بدعم الناجين الإيزيديين بخدمات الحماية والتعافي المستمرة. ونحن ندافع بقوة عن العدالة والمساءلة، وضمان تقديم مرتكبي هذه الجرائم الوحشية إلى العدالة.
لا تقتصر المحاكمات على تحقيق العدالة؛ بل إنها ضرورية للحفاظ على سلامة المجتمعات وتجنب اللوم الجماعي.
أصحاب السعادة، سيداتي وسادتي،
إن العودة الآمنة والطوعية والكريمة والشاملة لأكثر من 36847 أسرة نازحة من الإيزيديين في المخيمات في إقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى المواقع غير الرسمية في كل من إقليم كردستان العراق ونينوى تظل أولوية.
هذا بالطبع يعتمد على توفر الظروف مثل الاستقرار والأمن وتوفير الخدمات وجهود إعادة الإعمار القوية لعودتهم إلى سنجار وخارجها.
على مدى العقد الماضي، كانت الأمم المتحدة شريكًا وثيقًا للحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان والمجتمعات المحلية في سنجار ومناطق النزوح لدعم العودة الآمنة والكريمة المستدامة للسكان النازحين من خلال برامج مختلفة لإعادة الحياة والأمل في سنجار.
اسمحوا لي أيضًا أن أشارككم لمحة عامة عن بعض هذه المبادرات، بما في ذلك تلك التي تم تنفيذها بشكل مشترك مع نظرائنا العراقيين:
- سبل العيش: منذ عام 2018، ساعدت وكالات الأمم المتحدة أكثر من 110.000 عائد إلى سنجار، من خلال توفير أدوات توفير الدخل ودعم سبل العيش.
- الوصول إلى المأوى: على مدى السنوات الأربع الماضية، أعاد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بناء وإعادة تأهيل أكثر من 3830 مأوى في سنجار، بالإضافة إلى 1000 مأوى منخفض التكلفة في العديد من القرى، لتلبية احتياجات العائدين الأكثر ضعفًا. وفي الوقت نفسه، قاموا بتسجيل ومعالجة أكثر من 14500 مطالبة بملكية الأراضي للإيزيديين في المنطقة، مما أدى إلى إصدار أكثر من 14500 شهادة إشغال للأراضي.
بينما نسعى جاهدين لإيجاد حلول دائمة للنازحين الإيزيديين، يجب ألا نتردد في جهودنا لحصر 2600 فرد إيزيدي مفقود.
وفي الوقت نفسه، نقف مع السلطات العراقية في جهودها لتوفير التعويضات الفردية في الوقت المناسب وتنسيق تدابير العدالة الانتقالية الأخرى لمعالجة أهوال الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش والجرائم ضد الإنسانية، كما هو موضح في قانون الناجين الإيزيديين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن مبدأ التعويضات يشكل جوهر جهودنا: فقد تلقى أكثر من 1830 ناجيًا بالفعل الدعم بموجب قانون الناجين الإيزيديين، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى الاعتراف بالأضرار التي لحقت بهم والمساعدة في إعادة بناء حياتهم المحطمة.
إن التعويضات والعدالة الانتقالية ليست مهمة فقط باعتبارها اعترافًا رسميًا بمعاناة المجتمع الإيزيدي، بل وأيضًا للشفاء الجماعي للبلاد.
هذا بالإضافة إلى الدعم الذي يغطي: الوصول إلى الرعاية الصحية والطبية والمياه والصرف الصحي والتعليم والبنية الأساسية وخدمات الحماية.
إن قدرة المجتمع الإيزيدي على الصمود لا تقل عن كونها ملهمة. يجب مشاركة قصصهم عن الشجاعة والقوة في خضم الشدائد لتعزيز التفاهم والتضامن. من خلال دعم تعافيهم وإعادة إعمارهم وشفائهم، فإننا نحافظ على كرامتهم ونساهم في العدالة العالمية.
سيداتي وسادتي،
اليوم، بينما نفكر في الإبادة الجماعية الإيزيدية، نجدد تعهدنا بالحفاظ على الثقافة والتراث الإيزيدي.
يجب حماية تقاليدهم وتاريخهم الغني للأجيال القادمة. ولنتذكر أيضًا أن الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون تشكل تذكيرًا صارخًا بضرورة اليقظة العالمية ضد الفظائع بهذا الحجم.
ومن خلال الوعي والتضامن الدولي، يمكننا أن نسعى جاهدين نحو عالم لا تتكرر فيه مثل هذه الأهوال أبدًا.
وفي الختام، دعونا نقف معًا، تكريمًا لذكرى الضحايا الإيزيديين، ودعم أسرهم والناجين، والدعوة إلى العدالة والتعافي والسلام الدائم.
كل صوت له قيمته في هذه الرحلة نحو الشفاء والمصالحة.
شكرا لكم.