كلمة موجهة للصحافة من الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) الدكتور محمد الحسّان
النجف، 12 كانون الأول/ ديسمبر 2024
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زيارتنا لمدينة النجف للقاء المرجعية المتمثلة بطبيعة الحال في سماحة آية الله السيد علي السيستاني وتأتي ضمن التواصل المستمر بين بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) والمكونات والقوى في العراق.
تعلمون المكانة والاحترام الذي يكنه الجميع بما في ذلك الأمم المتحدة لسماحة آية الله السيد علي السيستاني وحرصه على العراق واستقرار العراق وإبعاده عن أي تجاذبات والتي قد تضر بهذا البلد، ناهيك عن رؤيته التي أوضحها في أول لقاء لي مع سماحتهِ حول مستقبل العراق ضمن المبادئ التي وردت في البيان الصادر في ذلك الوقت. واليوم أطلعتُ السيد محمد رضا السيستاني على اللقاءات التي جرت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك قبل أسبوع حول العراق والمشاورات التي أجريناها مع مختلف الأطراف الدولية الفاعلة هناك.
تعلمون كذلك أن الأوضاع في المنطقة حرجة والمتغيرات متسارعة والتحديات جسام وأن الأمم المتحدة وأمينها العام الذي أمثله في هذا البلد العريق تسعى جاهدةً لإبقاء العراق آمناً وبعيداً عن المشاكلَ والأزمات أو التجاذبات السياسية بما يحافظ على المكتسبات التي حققها هذا البلد في الجانب الأمني والاستقرار والتنمية الذي يعيشه العراق منذ فترة.
اليوم ناقشنا مع المرجعية هنا في النجف سبل ومجالات وخطوات النأي بالعراق عن أية تـجاذُبات سلبية لا تخدم أمن واستقرار ومستقبل العراق، وأقولها بكل صراحة، الأوضاع في المنطقة صعبة ومتغيرة ومتسارعة، لكن ثقتنا في حكمة وقدرة القيادة في العراق لتجاوز هذه المرحلة عالية جداً، وهناك تنسيق مباشر بين اليونامي والقيادة السياسية في العراق وعلى وجه الخصوص مع دولة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني. ومن مدينة النجف ندعو جميع القوى والفئات السياسية في العراق إلى وضع مصلحة هذا البلد في الصدارة، مؤكدين على أن أمنَ العراق والعراقيين غير قابل للمساومة، ويظل الهدف الأسمى هو الحفاظ على أمن واستقرار العراق للجميع.
وكلي أمل وثقة في قدرة هذا البلد والكيانات والقوى في العراق على مواجهة التحديات وتغليب المصلحة العليا والحكمة ومواصلة الجهود المبذولة لرسم مستقبلٍ مشرقٍ مفعمٍ بالأمل لجميع أبناء هذا البلد بمختلف انتماءاتهم.
العراق اليوم بحاجةٍ ماسةٍ للعمل بخطى ثابتة ومتسارعة للتخلص من تركات الماضي المؤلم، والذي يحتاج إلى قرارات جريئة وعاجلة ونحن نقول، خــــــيـــر الــــبــــر عــــاجـــــله، ونشجع أصحاب القرار في هذا البلد على اتخاذ القرارات المطلوب اتخاذها، والتي بعضها طال أمدها، لهذا البلد من مصالحة وتصالح.
وإن شاء الله سنرى ونسمع كل ما هو طيب في الأيام القادمة فيما يُـثـَبـِّت ويعضّد ويرسخ أمن واستقرار هذا البلد ويسهم في تطوير وتحسين علاقاته مع الجميع، دول الجوار والدول الاقليمية والدولية.
العراق يجب ألا يكون ساحة لتصفية الحسابات حيث إن أمام هذا البلد مشروع حضاري لاستعادة مكانته المعهودة.
تحدثت مع سماحة السيد محمد رضا حول أهمية وضرورة توفير الضمانات اللازمة لجميع الفئات في سوريا، وتفادي أية أعمال إنتقامية ضد أي كان، الأمن لجميع السوريين، والمحاسبة وفق القضاء المستقل، الشفاف، لابد من حماية جميع السوريين.
كذلك أكدنا على عدم استغلال العراق ساحة لتصفية حسابات لأي أطراف خارجية أجنبية.
هذه كانت رسالتنا اليوم مع المرجعية ونشكر سيادة السيد المحافظ على استضافته وعلى كرمه وأملنا أن يركز هذا البلد على مصالحه ومكتسباته وكلنا ثقة في هذه الحكومة وفي قادة هذا البلد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته