في منتصف صباح نقي يوم الأربعاء، شارك موظفو الأمم المتحدة في بغداد في احتفال دافئ بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية - الذي يقام سنوياً في 18 كانون الأول/ديسمبر.
وتمثل اللغة العربية، التي يتحدث بها مئات الملايين من الناس وواحدة من ست لغات رسمية للأمم المتحدة منذ عام 1973، ركيزة من ركائز التنوع الثقافي بجميع أشكاله – سواء أكانت الفصحى أو العامية، الشعر أو النثر، الأغنية أو التمثيل.
وانعكست هذه المشاعر في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق للشؤون السياسية والمساعدة الانتخابية، كلاوديو كوردونى، حيث تحدث باللغة العربية مؤكداً أن "اللغة العربية ليست مجرد لغة، بل هي ركيزة قوية للحضارة الإنسانية، وربطت الشعوب من خلال الأدب والشعر والموسيقى. وظلت اللغة العربية، على مر العصور لغة العلم والفكر والابتكارات والاكتشافات في مجالات عدة. جاءت الأعمال الكلاسيكية اليونانية والرومانية في العلوم والطب والفلسفة إلى أوروبا من خلال الترجمات العربية. وبالطبع، اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم".
وبقدر ثراء اللغة العربية، كانت الأجواء التي سادت هذه الفعالية المنظمة جيداً والمميزة التي عقدت اليوم في مجمع الأمم المتحدة. ومع رائحة القهوة العربية الطازجة التي تتسرب في الهواء البارد، وطعم الأطباق الحلوة والمالحة، انغمس الجمهور في فن الخط المتقن الذي قدمه الخطاط العراقي طه بكر واستمتعوا بأداء موسيقي حي تقليدي لفرقة محلية نابضة بالحياة - فرقة صنجات، بينما تصفح عشاق الكتب المطبوعات العربية المعروضة للبيع في كشك الكتب المؤقت. ومع حلول موسم الأعياد، غادر العديد منهم الفعالية بعد اقتناء الهدايا التذكارية العراقية التي كانت معروضة للبيع أيضاً في كشك الحرف اليدوية.