تصريح للإعلام من الدكتور محمد الحسّان، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس بعثة يونامي - بغداد، مرقد أبي حنيفة النعمان، 29 كانون الأول/ ديسمبر 2024
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٤
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشرفنا اليوم أولًا بزيارة ضريح الإمام أبو حنيفة النعمان، الذي تكرمت مدينة بغداد باحتضان ثراه الطيب، يتبع الامام ابو حنيفة أكثر من مليار مسلم حول العالم. وثانيًا، بلقاء مجموعة من المشايخ الأفاضل من المجمع الفقهي لكبار العلماء للدعوة والافتاء، والذين لمست فيهم الحكمة والإحسان، وانتماءاً وحرصاً عميقًا لهذا البلد العزيز، بماضيه وحاضره ومستقبله. ولقد كانت هذه الزيارة فرصة للتباحث مع أصحاب الفضيلة والمشايخ حول القضايا الملحة التي تواجه العراق والمنطقة في هذه المرحلة الحساسة ونقلت لهم تحيات الأمين العام للامم المتحدة وتمنياته لهم بالتوفيق والسداد.
في بداية حديثي، أود أن أعبر عن بالغ تقديري للمجمع الفقهي على حفاوة الاستقبال التي قوبلت بها زيارتي، وهو ما يعكس قوة العلاقة بين الأمم المتحدة والمؤسسات الدينية في العراق، تلك العلاقة التي لطالما كانت مبنية على التعاون لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار للعراق.
خلال اللقاء، ناقشنا الوضع الراهن في العراق والمنطقة، وقد أكدت على أهمية التعامل مع الامور بحكمة وروية ووضع مصلحة العراق في الصدارة في مواجهة التحديات التي قد تقوّض من نهضة العراق وازدهاره. لقد تطرقنا إلى الأزمات المتعددة التي تؤثر على الاستقرار في العراق، سواء من ناحية التحديات الأمنية أو السياسية أو الاجتماعية، بالإضافة إلى التوترات في المنطقة التي تتطلب تنسيقًا مستمرًا بين الدول والمؤسسات الإقليمية والدولية.
تناولنا كذلك الوضع في غزة والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، حيث بينت لهم موقف الأمم المتحدة وامينها العام المتمثل بالسعي الى إنهاء النزاع في غزة ووقف الأعمال القتالية فورًا، حيث لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف اليدين في مواجهة هذه المعاناة الإنسانية. نحن جميعًا نأمل في أن يثمر الجهد الدولي والإقليمي في إنهاء هذا الصراع المأساوي بشكل سريع ودائم.
إن الأمم المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب العراق، وتؤكد على التزامها بمواصلة دعم الشعب العراقي في سعيه نحو الاستقرار والازدهار. ولا شك أن هذا التعاون المثمر مع المجمع الفقهي سيظل عنصرًا أساسيًا في تحقيق أهداف السلام والاستقرار في العراق والمنطقة.