دولة الأخ رئيس مـجلس الوزراء محمد شياع السوداني،
الرئيس نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان،
الأخ محمد الحلبوسي،
أصحاب المعالي والسعادة،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرفني أن أشارككم مؤتمر حوار بغداد الدولي في نسخته السابعة، وأشكر القائمين على تنظيم هذا المؤتمر وفي مقدمتهم الأخ الدكتور عباس راضي العامري، متمنيا للجميع حواراً بناءاً مثمراً.
الحضور الكريم،
نعلم جميعاً أن العراق ومنطقة الشرق الأوسط يمران بمرحلة مفصلية من المتغيرات الجيوسياسية، لكن من الثوابت التي لا بد من ذكرها هنا هي أن العراق عازم على المضي قدما لترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات، والذي يتطلب تجسيد الروح الوطنية وحب الوطن، الرافض للطائفية والإقصاء، على المساواة والعدل بين سائر أبناء الوطن الواحد بغض النظر عن انتماءاتهم.
وتأسيسا على ما تقدم ذكره، يمكنني القول بأن عراق المستقبل هو مبعث أمل للجميع في العراق وخارج العراق، ومشروع، برغم اختلاف الرؤى لدى البعض، إلا أنه محل اتفاق وإجماع بين أبناء العراق جميعا، بما يعيد لهذا الوطن مكانته ودوره الفعال نحو المستقبل. ولا يخالجني أدنى شك أن هذه ليست مجرد شعارات، بل حقيقة سنشهدها قريبا من خلال سياسة مبادرات العراق لتعزيز الحوار، والمواطنة ومد الجسور.
إن العراق، بتاريخه الطويل، وإمكانياته البشرية، وموارده الطبيعية، وطموحات قادته جميعاً وأبناءه أحوج ما يكون اليوم إلى حوار بناء هادف، حوار يقوم على احترام الاخر، يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم، يجتمع تحت مظلة هذا الحوار كل العراقيين على نقطة واحدة وهو حب العراق ، حوار يركز على المستقبل، وبناء عراق قوي مستدام.
الحوار قبل ان يكون مع الخارج لابد ان يبدأ بالداخل والعراق اليوم بحاجة لمثل هكذا حوار، وهذه المنصة هي منصة هامة إذا ما تم اغتنامها بالشكل الأمثل قادرة على إقامة هذه المساحة في اطار توحيد الجهود والرؤى للانطلاق نحو الخارج والمستقبل.
لا يفوتنا هنا الإشارة إلى الدور الذي تقوم به حكومة العراق، وأخص بالشكر دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي تمكن من وضع رؤية واضحة لإعادة بناء البنية التحتية، بحيث لا تخدم العراق فحسب، بل تمتد فوائدها إلى المنطقة والعالم، وتنويع الاقتصاد ومصادر الدخل، وتطوير الخدمات الأساسية للمواطنين. العراقيون بحاجة إلى مثل هذه الجوانب التي تلامس حياتهم المعيشية. وأحييك كذلك، وأحيي الحكومة والمؤسسات الدستورية على تهيئة بيئة استثمارية جاذبة، ومكافحة الفساد، وتحقيق الإصلاحات الضرورية التي تسهم في استقرار هذا البلد ونموه. ولعل من بين المشاريع الكبرى، مشروع طريق التنمية، الذي نعتقد أنه سيؤسس لمرحلة من الخير والرخاء للعراق والمنطقة.
نحن في الأمم المتحدة من الداعمين لهذا المؤتمر، وسنظل داعمين للعراق، وسنظل متجردين من أي أجندات خارجية. ونحيي القائمين على هذا المؤتمر على الجهود المقدرة التي تركز على مستقبل العراق. أختتم بهذه الكلمة، العراق أمانة في اعناقكم.