إحياء ذكرى تفجير فندق القناة – اليوم العالمي للعمل الإنساني – اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم
١٩ أغسطس ٢٠٢١
كلمة الممثلة الأممية الخاصة السيدة جينين هينيس-بلاسخارت
19 آب/ أغسطس 2021
السيدات والسادة، الزملاء والأصدقاء،
نلتقي اليوم في ذكرى قاتمةٍ لمناسبةٍ مأساوية. قبل ثمانية عشر عاماً، وفي 19 آب/ أغسطس 2003، دمّر انفجارٌ هائلٌ مقرّ الأمم المتحدة في بغداد. وقُتل 22 من زملائنا وأصدقائنا في هذا الهجوم المروع. وأُصيب أكثرُ من مئةٍ آخرين.
معنا هنا اليوم عددٌ من الناجين من تفجير فندق القناة. وعلى الرغم من أهوال ذلك اليوم والكوارث العديدة التي عصفت بالعراق منذ ذلك الحين، فقد ظل هؤلاء الزملاء ملتزمين بتأدية دورٍ في بناء مستقبلٍ آمنٍ ومستقرٍ لبلدهم. إنني أُحيّي شجاعتهم وصمودهم.
ورغم أن الهجوم على فندق القناة استهدف المجتمع الإنساني، إلا أن العراقيين العاديين لم يسلموا أيضاً: إذ كان الهجوم مجرد مقدمةٍ للإرهاب الذي كان سيعصفُ بالعراق ويسفرُ عن سقوط عددٍ لا يُحصى من الضحايا في السنوات التالية. اليوم، نحن لا نحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني فحسب، بل نُحيي ذكرى جميع ضحايا الإرهاب.
في العراق، وكذلك في أجزاء أُخرى من العالم، ما زلنا نشهد تهديداتٍ واعتداءاتٍ شرسةً ضد المدنيين الأبرياء والعاملين في المجال الإنساني والمتخصصين في الرعاية الصحية والفاعلين في المجتمع المدني وموظفي المنظمات الدولية؛ عددٌ لا يُحصى من الرجال والنساء الشجعان الذين يُعرّضون أنفسهم لخطرٍ كبيرٍ من أجل مساعدة الأفراد والمجتمعات المتضررة من النزاعات والكوارث. غالباً ما يتأثر الناس الأكثرُ ضعفاً بأكثر من أزمةٍ واحدةٍ، وهم يواجهون الآن أيضاً كوارثَ مناخيةً وأوبئة. والعراق ليس استثناءً من ذلك. يُلفت هذا اليوم العالمي للعمل الإنساني الانتباهَ إلى حالةِ الطوارئ المناخية التي تعيثُ فساداً في جميع أنحاء العالم على نطاقٍ يدفع المجتمع الإنساني إلى أقصى حدوده. لذلك، تدعو الأمم المتحدةُ جميعَ الحكومات إلى معالجة الكوارث البيئية الأكثر إلحاحاً والتي أدّت إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وتأجيج الصراعات.
اسمحوا لي أن أختتم بالتأكيد على أنه لشرفٌ لي أن أقف هنا معكم اليوم لنستذكر تضحيات اثنين وعشرين من زملائنا الذين سقطوا في خدمة السلام والاستقرار في العراق. نعربُ عن إجلالنا لهم، ولكلّ من فقدوا أرواحهم في خدمة الإنسانية، ولكل ضحايا الإرهاب. عسى أن يكون التزامنا المستمر بالسلام والعدالة هو ترِكتُهم.
أيها الزملاء،
أرجو الانضمام إلي للوقوفِ دقيقة صمت.
صاحب الخطاب
جينين هينيس-بلاسخارت
بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق
الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق