كلمة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الملتقى التركماني
١٧ مايو ٢٠١٧
معالي السيد سليم الجبوري، رئيس مجلس النواب المحترم
سماحة السيد عمار الحكيم،
رئيس التحالف الوطني
السيد ممثل فخامة السيد رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم
السيد ممثل معالي السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي
معالي السادة زعماء وممثلي التركمان في العراق
معالي السادة الوزراء وأعضاء مجلس النواب
السادة ممثلو الجيش العراقي والشرطة وقوات الحشد الشعبي والعشائري والمتطوعون الأبطال
أيها السيدات والسادة
أيها الأصدقاء،
أتقدم بالتحية الى أبناء المكون التركماني العراقي على عقد هذا الملتقى المهم والذي يحظى بمشاركة الرئاسات الثلاث. ويشرفني أن أخاطبكم في هذا الصباح وأشارك في هذا الملتقى البالغ الأهمية.
اسمحوا لي أولاً أن أعرب عن تقديري العميق لكافة المجموعات المتنوعة ضمن المكون التركماني والتي حضرت هنا اليوم بعد أشهر من العمل الشاق. وعلى الرغم من الاتجاهات السياسية المتنوعة وتعارض المصالح والاختلافات الأخرى، يواصل ممثلو المكون التركماني سعيهم الحثيث من اجل التلاحم والوحدة. وبهذه المبادرة، فإنكم كتركمان وعراقيين، تقدمون مثالاً طيباً للمكونات والأقليات الأخرى في البلاد من اجل العمل سوية صوب حلول توافقية للمستقبل.
وثانياً، يزيد هذا الملتقى من قناعتي بأن زيادة توافق آراء التركمان وحوارهم ووحدتهم سوف يساعد في تشكيل عراقٍ موحد ومستقل ومستقر وآمن ومزدهر وقوي لكافة العراقيين في مرحلة ما بعد داعش القادمة والتي طال انتظارها.
وثالثاً، ينعقد هذا الملتقى البارز في الوقت المناسب وهو حيوي في الوقت الراهن وهو الوقت الذي تلتقي فيه المكونات العرقية والدينية والأقليات المتنوعة لتتحاور وتعمل سوية من اجل بناء بلدها كدولة موحدة واتحادية وديمقراطية. دولة يستطيع فيها كافة المواطنين بدون استثناء او تمييز او تهميش من المشاركة الكاملة وعلى قدم المساواة في صياغة المستقبل، المستقبل الذي تصان وتُكفل فيه الحقوق والفرص بصورة متساوية لجميع العراقيين.
سيداتي وسادتي
أيها الأصدقاء
إنني أعي أن صياغة رؤية موحدة لعراق ما بعد داعش ودور التركمان في مستقبله هو هدف حواركم الجاري وهدف هذا الملتقى.
وهذه الرؤية سوف تكمل رؤى المكونات والمجموعات الأخرى وجميعها سوف تؤطر المحصلة النهائية وملامح التسوية والمصالحة الوطنية.
إنها حقاً مهمة شاقة للغاية، لكنكم لستم لوحدكم في ذلك، فأسرة الأمم المتحدة جاهزة ومستعدة لمساعدتكم ودعمكم بأي شكل تحتاجونه سواء بالحوار وتقديم التسهيلات او بالدعم في تحقيق الاستقرار وإعادة الاعمار وإقامة العدل والمساءلة من اجل تحقيق أهدافكم.
إن أهم مسألتين تلوحان في الأفق هما: أولا: كيف تتم معالجة مجالات المصالح المشتركة وفي بعض الأحيان المتضاربة فيما بين التركمان وثانيا: كيف يتم تسهيل التوصل الى حلول توافقية بشأن عددٍ من القضايا الخلافية بين التركمان والمكونات الأخرى والذي من شأنها ان تفضي الى التعايش السلمي.
إنني على قناعة راسخة بأنه بعد هذا الملتقى، سيواصل تركمان العراق العمل مع المكونات والمجموعات الأخرى من اجل جذب دعمهم ومشاركتهم للتوصل الى حلول تعاونية وسلمية. ليس ضد بعضهم ولا على حساب بعضهم ولكن بروح الشراكة والاحترام المتبادل لمصالح بعضهم البعض.
يبين ملتقى اليوم قوة الحوار والوحدة، وهو يُظهر روح التعاون ليس فقط بين التركمان بل أيضاً بين جميع المكونات والمجموعات والأقليات العرقية والدينية العراقية.
لا يمكن سوى لتسوية سياسية موحدة توافقية تستند إلى مبادئ المساواة بين جميع المواطنين والمجموعات والمكونات وتقوم على حب الوطن، أن تضع حد نهائي لدوامة النزاعات والعنف وإنهاء معاناة الشعب العراقي التي طال امدها والتأسيس لمستقبل آمن من شأنه ان يضمن الوحدة والاستقرار والازدهار لكافة العراقيين. وتبقى الأمم المتحدة ملتزمةً بشدة في تحقيق هذه الغاية.
أشكركم جزيل الشكر على كريم إصغائكم
صاحب الخطاب
Ján Kubiš
بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق
Special Representative of the Secretary-General / Former