الأمم المتحدة في العراق بمناسبة إحياء ذكرى الفظائع التي ارتُكبت عام 2014 ضد الإيزيديين في سنجار: السلام والتنمية والمساءلة عواملُ أساسيةٌ لازدهار المجتمع
٠٣ أغسطس ٢٠٢٢
بغداد، 3 آب/ أغسطس 2022 - بعد ثماني سنوات من مواجهة هجومٍ وحشيّ من قبل ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لم يتحقق للمجتمع الإيزيدي السلام والازدهار الذي يستحقه حقاً.
آلاف الإيزيديين لم يعودوا بعدُ إلى عائلاتهم وأحبائهم. وما يزال مكان وجودهم مجهولاً. وما يزال الكثيرون منهم يعانون من آلامٍ نفسية بعد سنوات من الأَسر والتعذيب والعنف الجنسي والاسترقاق، فضلاً عن معاملةٍ لاإنسانيةٍ إلى حدٍّ بعيد. وما يزال عددٌ لا يُحصى من الآخرين يكافحون للتأقلم مع حقيقةِ فقدان أحد أحبّتهم من أفراد الأسرة، إن لم يكن أفراد الأُسرة جميعاً. في غضون ذلك، ما يزال العديد من الإيزيديين نازحين من مناطقهم الأصلية. وبسبب التوترات المستمرة، ما يزال موطنُ أجدادهم في سنجار محروماً من الاستقرار الأساسي اللازم لإعادة بناء حياتهم، بعيداً عن الخوف والترهيب.
ينبغي أن يكون واضحاً أن من مسؤولية الجميع العملُ بلا هوادةٍ لضمان انتهاء محنة الإيزيديين المستمرة الآن، وبذل كل جهدٍ ممكنٍ لتوفير فرصٍ لأهالي سنجار من أجل مستقبلٍ أفضل. الدولة هي مظلّةٌ للجميع، وسلطتها هي الضامن لكل مواطن في هذا الوطن، بغضّ النظر عن انتمائه السياسي أو الديني أو الإثنيّ. ولا يجوز أن يكون أي إيزيدي أو أي عراقي آخر بيدقاً في منافسةٍ بين قوى محلية أو إقليمية.
ولهذا يجب تنفيذ اتفاق سنجار بالكامل دون مزيدٍ من التأخير. إن هيكليات الحكم والأمن المستقرة هي أمرٌ حيوي. وهو ما سيتيح للنازحين العودة أخيراً إلى ديارهم وتسريع جهود إعادة الإعمار وتحسين توفير الخدمات العامة.
ستواصل الأمم المتحدة تعزيز المساءلة عن جرائم داعش ضد الإيزيديين لإعادة العدالة لجميع الذين عانوا من هذه الجرائم الشنيعة. وتسير الحرية والعدالة جنباً إلى جنب مع السلام والتنمية.
نُحيّي صمود الإيزيديين في الحفاظ على ثقافتهم وإرثهم على الرغم من محاولات داعش لمحوهما، وعلى الرغم من التحديات التي لا تعدّ ولا تحصى التي ما زال المجتمع يواجهها. لن ننسى من قُتلوا أو جُرحوا أو أُصيبوا بصدمةٍ نفسية، ولا أولئك الذين بقوا في عداد المفقودين: إذ يجب أن يستمر البحث عنهم حتى ينتهي هذا الفصل المؤلم.
وبينما نُحيي ذكرى هذه الصفحة المؤلمة من تاريخ العراق، نجدّد التزامنا بالسلام والاستقرار للإيزيديين ولأهالي سنجار.