بيان صحفي

المبعوث الأممي يُهنئ العراقيين بتحرير الموصل ويؤكد أنه "انتصارٌ تاريخيٌ للعراق والعالم وهزيمة مُدوية لداعش والإرهاب تدل على نهايتهم"، وأمام العراق المزيد من العمل لتحقيق التعافي وإرساء السلام الدائم

١٠ يوليو ٢٠١٧

بغداد، 10 تموز 2017 - توجـــه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السيد يان كوبيش بخالص التهاني إلى العراق شعباً وحكومةً بتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الإرهابي. وقال إن هذا النصر يتيح فرصة ممتازة للعراق للارتقاء مجدداً قوياً وموحداً، مؤكداً أنه وعلى الرغم من سحق داعش في الموصل فإن الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد، وأن أمام العراق المزيد من العمل لتحقيق التعافي الكامل وإرساء السلام الدائم.

وقال السيد كوبيش "إنه انتصارٌ تاريخي للعراق والعالم وهزيمة مدوية لداعش والإرهاب تدل على نهايتهم. إن الكابوس الذي ظل جاثماً على كاهل أهل الموصل لمدة ثلاث سنوات قد انتهى. لقد تحررت الموصل أخيرا. واليوم تلفظ ما تسمى بـ 'خلافة' داعش الإرهابي، التي أقامت حكماً غير مسبوقٍ من الإرهاب، أنفاسها الأخيرة. " وأضاف قائلاً: "تكشّفَ إفلاسهم وانهيارهم الأخلاقي بكل وضوح في تدميرهم الهمجي لجامع النوري ومنارته الحدباء المميزة حيث أعلنوا في عام 2014 عن مشروعهم التكفيري المزيف لما يسمى بــ 'الخلافة'."



"وإذ نشارك العراقيين بهجتهم بهذا النصر، نستذكر الضحايا الذين سقطوا وأولئك الذين تعرضوا لأشدّ المعاناة من إرهاب داعش. ونحيّي الجهود المتواصلة التي تبذلها القوات الأمنية في تطهير المناطق المحررة مما تبقى من جيوب إرهابية وخلايا نائمة محتملة."



وأضاف السيد كوبيش أن الانتصار في ساحة المعركة جاء تتويجاً لسلسلة من الأعمال البطولية، حيث تولى العراقيون دور القيادة في القتال من أجل تحرير بلادهم وبدعمٍ متضافرٍ من العالم.

وقال السيد كوبيش "يعود الفضل أولا وقبل كل شيء إلى العراقيين أنفسهم. لقد كان لبطولة وتضحيات قوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي والبشمركة ومقاتلي العشائر وبدعم عسكري من التحالف الدولي الدور الأساسي في تحقيق هذا النصر. وكان الثمن باهظاً جداً بالنسبة للعراق، حيث كانت وحدة الشعب والبلد على المحك. وبالتعاون معاً على تدمير داعش في الموصل، أرسل الشعب العراقي رسالة مُدوية مفادها أنهم يرون مستقبلهم سوية."



وأثنى الممثل الأممي على القوات الأمنية العراقية وعلى السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بصفةٍ خاصةٍ على ما بذلوه من جهودٍ مضاعفة من أجل حفظ أرواح المدنيين قائلاً إن "جهودهم كانت استثنائية".



وعلى الرغم من أن تحرير الموصل يوجه ضربة قاضية لداعش، فإن هذه المجموعة الإرهابية لا تزال تسيطر على بعض أجزاءٍ من العراق، ولا يزال بإمكانها شن هجمات وتهديد الاستقرار.



وقال السيد كوبيش "ولم تستثنِ هجمات الإرهابيين أحدا ولم تقف عند حد. لقد ارتكبوا المجازر بحق الرجال العزل والنساء والأطفال، واستخدموهم كدروع بشرية. واستعبدوا آلاف النساء والفتيات. وفرضوا عقوبات قاسية على كل من يخالف آراءهم المتطرفة أو حكمهم الهمجي اللاإنساني، مما سبب معاناة لا توصف للأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة. لقد شنوا حرب إبادة ضد مكونات الشعب العراقي وتراثه أينما وطئت أقدامهم، فدمروا المساجد والكنائس على حد سواء متجاهلين تماماً حرمة المعتقدات الدينية. فلا بد من التعامل مع هذه الأعمال الإرهابية باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ".



لا زال هناك الكثير من العمل في الطريق نحو تحقيق التعافي الكامل. فبالإضافة إلى استعادة الأمن وسيادة القانون في المناطق المحررة، فإن الأولوية العاجلة تتمثل في تسريع جهود إعادة الاستقرار لتمكين ملايين المدنيين الذين فروا من مناطق القتال في العراق من العودة الطوعية والآمنة إلى ديارهم وبدء حياتهم من جديد، ويلي ذلك إعادة الإعمار التي تمثل حاجة ماسة. كما ينبغي أن يسير العمل الإنساني الضخم بالتوازي مع عملية سياسية قوية لإجراء الانتخابات وتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية وإعادة بناء اللحمة الاجتماعية من أجل ضمان العدالة والكرامة والسلام المستدام للأجيال المقبلة.



وقال المبعوث الأممي: "إن حماية المدنيين وفرض سيادة القانون والنظام على المجاميع الإجرامية وغيرها من المجاميع المسلحة المحظورة في حالات النزاع وفي مرحلة ما بعد داعش هي الأولوية القصوى. ويتطلب السلام المستدام أيضا أن تكون مبادئ العدالة والمساءلة والتسامح واحترام حقوق الإنسان هي الموجّه لجميع الإجراءات المُقبلة مع إيلاء اهتمامٍ خاص بالفئات الأكثر ضعفا مثل النساء والأطفال والأقليات. كما يجب أن يُقدم مرتكبو الفظائع إلى العدالة وينبغي أن يحاسب منتهكو حقوق الإنسان. ويترتب على ذلك استئصال أيديولوجية التطرف والتشدد من عقول الذين تأثروا بهذه الآفة. كذلك، يتطلب السلام المستدام الحق في العودة إلى الديار للجميع، من دون أي تلاعب ديمغرافي أو اللجوء إلى الهجمات الانتقامية أو العقاب أو الإخلاء القسري.



وقال السيد كوبيش "يجب أن يستند السلام، الذي يحتاجه البلد والمواطنين بشدة ويستحقونه فعلا، على أسس قوية للوحدة والتعاون والعدل والتسامح والتعايش بدءا من المستويات المجتمعية والمجتمعات المحلية والعشائرية لمنع العودة إلى فترات سابقة والمخاطرة بعواقب مدمرة ".



ودعا المبعوث الأممي العراقيين إلى التطلع نحو المستقبل بتفاؤل لا يتزعزع والانخراط في حوار هادف بروح الشراكة لحل الخلافات التي تعرقل التقدم، ومحاربة الفساد الذي يستنزف أموال البلاد، وإصلاح وإعادة تنشيط الاقتصاد لوضع البلاد على الطريق نحو مزيد من فرص العمل والازدهار. كما حث الحكومة في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل على الاستفادة من التعاون العسكري المثالي في المعركة ضد داعش، والشروع في العمل الآن من أجل حل القضايا العالقة، لا سيما قضية الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق، وتنفيذ المادة 140 من الدستور فيما يتعلق بالحدود والمناطق المتنازع عليها، وبخاصةٍ وضع كركوك، من خلال الحوار والشراكة الحقيقية.



وعقّب السيد كوبيش "إن الأمم المتحدة التي وقفت إلى جانب العراق في أحلك الظروف قبل ثلاثة أعوام حينما استولى تنظيم داعش على مناطق واسعة من أراضيه حتى وصل إلى بوابات بغداد ستواصل دعمها له في مرحلة ما بعد داعش بالعزم والهمة، وستعمل مع الحكومة والسلطات المركزية والمحلية والزعماء السياسيين والمكونات والأطياف المتنوعة والعشائر والأقليات ومنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى المنظمات الشبابية والنسائية. وأضاف أن جزءاً من هذا المسعى هو "تقديم المساعدة لهيئات إدارة الانتخابات وهي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمفوضية العليا المستقلة لانتخابات إقليم كردستان بعد أن تخضعان لإعادة الهيكلة والإصلاح، وذلك دعماً للعمليات الانتخابية وعلى وجه الخصوص انتخابات مجلس النواب في عام 2018 والتي يتوجب أن تجري في موعدها الدستوري".



وختم السيد كوبيش بالقول "إن الطريق قدماً سيكون محفوفاً بالتحديات، ولكن يتعين علينا الآن أن نحيي العراقيين ونقف إجلالاً لتضحياتهم. اليوم هو يوم العراق، وأتقدم بخالص التهاني إلى الشعب العراقي على مضيهم بثبات نحو استعادة بلدهم وبناءه ليكون بيتاً حاضناً للجميع".

المكتب الإعلامي لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)

بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق

كيانات الأمم المتحدة المشاركة في هذه المبادرة

بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق

الأهداف التي ندعمها عبر هذه المبادرة