كلمة موجهة للإعلام من الممثل الخاص للأمين العام د. محمد الحسّان عقب لقائه بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني في النجف الأشرف
الإثنين، 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024
أنا تشرفت بلقاء، في مستهل مهام عملي كمبعوثٍ خاص للأمم المتحدة في العراق ورئيسٍ لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (اليونامي) مع سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني. استمعت خلال هذه الزيارة، والتي هي الأولى لي لهذه المدينة المقدسة، النجف الأشرف، إلى حكمة سماحة السيد آية الله العظمى علي السيستاني وإلى رؤاه حيال الأوضاع في العراق والمنطقة.
تعلمون المكانة العالية التي يحظى بها سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني في قلوب الجميع، ليس في العراق فحسب، بل في العالم الإسلامي والعالم أجمع ، ويتمتع باحترام لا يوصف.
أنا في غاية الامتنان لسماحته على هذا اللقاء والذي غنمت خلاله الكثير من التوجيهات والنصح والرؤى التي هدفها وغايتها حماية ورفعة الإنسان والحفاظ على كرامته أينما كان.
من جانبي، نقلت لسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني تحيات معالي الأمين العام للأمم المتحدة وتمنياته له بدوام الصحة والعافية وامتنانه على الدعم المستمر والمتواصل من لدن سماحته للأمم المتحدة ودورها لمساعدة العراق، واتفقت مع سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني على العمل المشترك نحو تعزيز مكانة العراق الإقليمية والدولية كعضو مؤسس للأمم المتحدة وقوة أمنٍ واستقرار وحسن جوار في المنطقة.
نحن في الأمم المتحدة نرفض رفضاً قاطعاً أي مساس بمكانة المرجعية وأي تهديد للمرجعية لما تحمله من رمزية واحترام في هذا البلد والعالم أجمع.
عبرت عن امتناني الكبير لدعمه المتواصل لبعثة الأمم المتحدة (اليونامي) على مدى العقدين الماضيين. وجرى التأكيد كذلك على أن المشورة التي قدّمها ويقدمها سماحته تحظى بكثير من التقدير من قبل جميع الممثلين الخاصين للأمين العام وساعدتهم في تقديم الدعم والتوجيه خلال بعض أصعب الفترات في تاريخ هذا البلد العريق.
كما أكدت لسماحته أن الأمم المتحدة لن تتخلى عن العراق وستظل داعمة لمسيرته نحو الاستقرار والتنمية المستدامة واحترام حقوق الإنسان بما يحافظ على مكانة العراق، صحيح أن دور بعثة اليونامي بعد ٢١ سنة قد تحقق إلى حد كبير وستنهي أعمالها أواخر ٢٠٢٥ بموجب قرار مجلس الأمن وبناء على طلب الحكومة العراقية، إلا أن الوجود والدعم الأممي للعراق سوف يستمر لما فيه خير وصالح هذه البلاد وأهل هذه البلاد، وذلك من خلال العديد من البرامج والمشاريع ذات البعد التنموي والاجتماعي والتقني لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام الإنسان العراقي في هذا البلد. وقد طلبت مشورة سماحته حول كيفية العمل معاً لتقديم أفضل الدعم وأفضل الخبرات للعراق في السنوات القادمة وبما يعزز المكانة اللائقة لهذا البلد الذي ساهم في رسم حضارة البشرية.
في هذا السياق طلب مني سماحته العمل الدؤوب مع الحكومة العراقية لتنفيذ الأولويات التي تحافظ على استقرار العراق وترعى مصالح العراق وتحمي حقوق الإنسان العراقي، عراقٌ ينعم بالسلم والأمان والاستقرار والرفعة لكل عراقي.
ويتوقع سماحته أن يعزز العراق علاقاته مع جيرانه، جميع الجيران، والمجتمع الدولي الأوسع والقيام بدورٍ إيجابي محوري كبانٍ للسلام وقناة للتعاون والتآزر الإقليمي.
إن سعي العراق كقوة للسلام والاستقرار في منطقة تكتنفها الصراعات وفي العالم بأسره لهو هدف يتماشى مع جهود الأمين العام من أجل عالم أكثر أمناً واستقراراً واتحاداً.
ونحن وبكل إصرار وتأكيد ملتزمون التزاماً راسخاً بدعم أولويات العراق، الأولويات الحقيقية للعراق، والتي هي من صُلب عملنا في يونامي والأمم المتحدة. نحن هنا لخدمة هذا البلد ولا نتدخل في شؤونه الداخلية إلا بالنُصح وبالحُسنى، ونقدم المشورة والدعم الفني بناءً على طلب العراق. إن الأمم المتحدة تساعد العراق في كل ما يطلب وفي كل ما بوسعنا تقديمه.
أشكركم على حُسن الاستماع وأدعو الله أن يوفقنا ويوفقكم إلى خدمة هذا البلد العريق بما يحافظ على أمنه واستقراره وعلى مكانة الإنسان العراقي.