نظّم مكتب حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بالاشتراك مع القنصلية البريطانية العامة في أربيل بإقليم كردستان العراق حدثًا لإحياء ذكرى اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع. وحضر الحدث 34 من ممثلي منظمات المجتمع المدني (بمن فيهم 25 امرأة)، مع ممثلين عن المجلس الأعلى للمرأة والتنمية في حكومة إقليم كردستان وأعضاء المجتمع الدبلوماسي في أربيل و منظمات الأمم المتحدة، UNFPA UNITAD .
لقد مر الآن أكثر من ثماني سنوات منذ أن شنّ داعش/ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام حملته الوحشية للعنف الجنسي والتغيير القسري للديانة والاختطاف في العراق، وما تزال هذه الجرائم تؤثر سلبًا على الناجيات والناجين والمجتمعات المتضررة. وأثناء حديثهم، سلط ناشطون من التركمان والشبك والإيزيديين والمسيحيين والعرب الضوء على التأثير الأوسع لاستخدام العنف الجنسي، وقدموا أفكاراً حول الطرق المختلفة التي استُهدفت بها النساء من مجتمعاتهن المحلية بالعنف الجنسي من قبل داعش والعواقب طويلة المدى لمثل هذا العنف.
وعلى الرغم من الاعتراف على نطاق واسع بمحنة المكون الإيزيدي، إلا أن هذا لم يُترجم إلى دعم كافٍ، وما يزال العديد من الناجيات والناجين من العنف الجنسي الذي ارتكبته داعش يعيشون في مخيمات النازحين داخليًا، مع تأثير سلبي شديد على قدرتهم لإعادة بناء حياتهم والتأثير السلبي على صحتهم النفسية. وسلط ممثلو المجتمع المدني الذين يعملون في دعم الناجيات والناجين الأيزيديين في مخيمات النازحين داخليًا الضوء على أهمية اتباع نهج محلي ومراعٍ للسياق، بالبناء على خبرة المنظمات غير الحكومية المحلية والتي تقودها النساء، وتمكين الخطط المستدامة والطويلة الأمد، بما في ذلك في مجال الصحة العقلية والدعم القانوني ودعم سبل العيش، والتي تمكن الناجيات والناجين وتعبّئ مجموعات مختلفة من النساء للالتقاء معًا للدفاع عن حقوقهن ودعم بعضهن البعض.
كما ساهم الحدث في توسيع نطاق الوعي بالتحديات التي يواجها ضحايا العنف الجنسي المرتبط بالنزاع من قبل داعش، من خلال توفير مساحة للناشطين من المكونات التركمانية والشبكية والمسيحية في العراق للتحدث عن أوضاع الناجيات والناجين من مناطقهم. فالعديد من الناجيات الناجين، المخبّئين من قبل عائلاتهم والمُسكتين من قبل مجتمعاتهم وزعمائهم الدينيين، يواجهون التهديدات والوصم.
وناقش المشاركون أيضًا تجارب النساء اللواتي يُنظر إليهن على أنهن مرتبطات بداعش - على سبيل المثال، لأنهن تم تزويجهن قسرًا من مقاتلي داعش. وعلى الرغم من إجبارهن على هذا الوضع، فإن العديد من هؤلاء النساء يدفعن الآن ثمن تصرفات أفراد أُسرهن من الذكور مع وصمة عار ثقيلة تؤثر على حياتهن وحياة أطفالهن على عدة مستويات، بما في ذلك مشاكل حصولهن على المستمسكات والخدمات الأخرى.
وسلط الحدث الضوء أيضا على التركة المعقدة للعنف الجنسي الذي استخدمه داعش على مجموعة متنوعة من النساء والحاجة إلى حلول شاملة ومراعية للسياق.
يونامي تقف مع #الناجيات.