الأمين العام -- رسالة بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري
٢٢ مارس ٢٠٢٥
العنصريةُ لا تزال سمومُها تَدب في أوصال عالمنا - إرثا مسموما لماضٍ من الاسترقاق والاستعمار والتمييز.
فالعنصرية مَفسدة للمجتمعات، ومَضيعةٌ للفرص، وخراب لمصائر الناس، وهي بذلك تنخر أبسط أسس الكرامة والمساواة والعدالة.
في عامنا هذا، يذكّرنا موضوع اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري بأن عام 2025 تحل فيه الذكرى السنوية الستون لإبرام الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري - هذه الاتفاقية التي تجسد التزاما عالميا قويا للقضاء على التمييز العنصري بجميع أشكاله.
والاتفاقية التي رأت النور في خضم الحركات المدافِعة عن الحقوق المدنية والمناهِضة للفصل العنصري والمطالِبة بإنهاء الاستعمار في عقد الستينيات من القرن العشرين تتضمن الخطوات الملموسة التي يجب على الدول أن تتخذها لمكافحة المذاهب العنصرية، وتعزيز التفاهم، وإقامة عالم خالٍ من التمييز العنصري. ولا تزال الاتفاقية اليوم منارة أمل تنير طريقنا في أوقات مظلمة؛ أوقات من الكراهية والشقاق المحتدمين، يؤججهما تنامي عدم المساواة، وخوارزميات الاغتناء من العداء، والساعون إلى التفرقة من أجل مكاسبهم الضيقة.
وأنا أدعو، بمناسبة يومنا الدولي هذا، إلى التصديق العالمي على الاتفاقية، كما أدعو الدول إلى تنفيذ الاتفاقية تنفيذا تاما. وأحث قادة قطاع الأعمال والمجتمع المدني وعموم الناس على اتخاذ موقف مناهض للعنصرية بجميع أشكالها، وعلى اتخاذ الإجراءات التي من شأنها أن تجعل من روح الاتفاقية حقيقة واقعة. هذه مسؤوليتنا جميعا.
والأمم المتحدة تعتز بأن تكون حليفة في الكفاح في سبيل كرامة كل فرد من أفراد أسرتنا البشرية وفي سبيل مساواة الجميع في الحقوق. فلن يهدأ لنا بال حتى يصير مطمح خلو العالم من التمييز العنصري حقيقة واقعة.