عاد حوالي 250 أسرة إلى قرية حمبس منذ عام 2015.
خلال زيارة أجرتها السيدة إيرينا فوياشكوفا-سوليورانو نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في العراق إلى محافظة ديالى مؤخراً، التقت بعائدين يعيشون في قرية حمبس في قضاء المقدادية التي عادت إليها نحو 250 أسرة منذ عام 2015. وقد وصلت العديد من تلك الأسر قادمة من مخيمي الوند وقرة تو بعد إغلاقهما أواخر عام 2020.
وكانت سماهر محمد عطية (47 عاماً) من بين أولئك العائدين؛ وكانت قد عاشت هي وأبناؤها الثلاثة لمدة ستة أعوام في مخيم قرة تو للنازحين، قبل عودتهم إلى قرية حمبس في شهر آب/ أغسطس 2020، حيث يعيشون مع والدي سماهر في منزل تضرر بشدة وتعرضت أجزاء منه للحرق خلال الحرب. وقدمت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين وجمعية أيادي الرحمة الإنسانية بعض الدعم لتهيئة المنزل المدمر لمتطلبات فصل الشتاء. وتلقت الأسرة مبلغ 370,000 دينار عراقي (250 دولار أمريكي) شهرياً ضمن برنامج الرعاية الاجتماعية التابع للحكومة؛ ولكن هذا المبلغ لا يكفي لتلبية احتياجاتهم ولذلك فإنهم يتلقون أحيانا مساعدات إضافية من المجتمع المحلي. وكانت سماهر تدعم أسرتها عن طريق ممارسة مهنة الخياطة، ولكنها اضطرت لبيع ماكينة الخياطة بسبب حالة طبية طارئة تعرض لها ابنها (9 سنوات) واستخدمت ثمنها في دفع تكاليف العلاج. ويعاني ابنها من ضعف النظر ولا يستطيع الذهاب إلى المدرسة، كما يعاني أخوه الأكبر من إعاقة تمنعه من الالتحاق بالمدرسة أيضاً. وتود سماهر الحصول على طريقة تصبح عن طريقها مستقلة مادياً مرة أخرى. وهي تؤكد أنها لو تمكنت فقط من استعادة مشروع الخياطة الخاص بها واطمأنت أن ابنيها سيلقيان الرعاية التي يحتاجانها، فإنها سوف تكون قادرة على إعالة نفسها وأسرتها وإصلاح البيت المتضرر.
عيسى ظاهر محمد (49 عاماً) كان يعمل مزارعاً يدير مزرعته بنجاح، وكان يزرع فيها أشجار الحمضيات والنخيل. وفي عام 2014 اضطر للنزوح من قرية حمبس بسبب الصراع، مخلفاً وراءه منزله ومزرعته، وعاش في مخيم الوند مع زوجته وبناته الخمس. وبعد إغلاق المخيم في شهر آب/ أغسطس 2020 عادوا إلى حمبس حيث وجدوا منزلهم قد هُدم وسقف البيت قد زال، وأشجار الليمون والنخيل قد ماتت بسبب الجفاف وانعدام الري. وقام شقيق عيسى بإيوائهم في منزله والذي تضررت أجزاء منه هو أيضاً، مما جعل البيت مزدحماً والوضع لا يمكن تحمله في الأمد الطويل. ويأمل عيسى في استعادة حقله وبناء بيته من جديد. وقد وُلدت بناته الصغيرات في المخيم ولم يجربن العيش في بيت خاص بهن أبداً.
وفي عام 2014 كان عدد القاطنين في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى 155,000 شخصاً نزح نصفهم تقريباً أثناء النزاع مع تنظيم داعش. وحتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2020، ووفقاً لمؤشر عودة النازحين في مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، عاد 60,000 شخص تقريباً إلى المقدادية، في حين ما يزال حوالي 20,000 شخصٍ يعيشون كنازحين في أقضية أُخرى في محافظتي ديالى والسليمانية. ويعيش أكثر من نصف العائدين في أماكن تفتقر إلى الخدمات الأساسية، وسبل كسب العيش، أو الأمن، فيما يعيش حوالي 9,000 في مآوي حرجة لا تستوفي المعايير المطلوبة.
ومنذ شهر أيلول/ سبتمبر 2020 عادت حوالي 1,000 أسرة إلى القرى الواقعة شمال قضاء المقدادية. وقد قررت العديد من تلك الأسر القيام برحلة العودة بسبب إغلاق مخيمات النازحين التي كانوا يعيشون فيها. وقام شركاء العمل الإنساني (أوكسفام، والمجلس الدنماركي للاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة إنقاذ الأطفال، والمفوضية العليا للاجئين، وجمعية أيادي الرحمة) بتوزيع مواد الإغاثة الأساسية لتلبية الاحتياجات الطارئة لفصل الشتاء، ومجموعات أدوات النظافة الصحية، والنقد مقابل الغذاء، وغير ذلك من الاحتياجات الأساسية. وقامت مفوضية شؤون اللاجئين ومنظمة أوكسفام بإعادة تأهيلٍ أوليّ لمحطات وشبكات المياه مما حسّن إمكانية الحصول على مياه الشرب. إلاّ أنه لا تزال هناك احتياجات إنسانية لم تتم تلبيتها، وتحتاج الأُسر إلى مزيدٍ من الدعم إذا أرادوا الوصول إلى حلول دائمة لأوضاعهم.