تدريب اليونيدو على ريادة الاعمال يمنح النازحين الأمل في المستقبل

"كانت هناك أشياء فاتني لأنني لم أذهب إلى المدرسة"
ترك هادي نايف سادو المدرسة في سن الثانية عشرة لأنه اضطر إلى العمل للمساعدة في إعالة أسرته. بعد ذلك بعامين، اجتاح تنظيم (داعش) قرية عائلته بالقرب من سنجار واضطروا إلى الفرار. يعيش هادي البالغ من العمر 22 عامًا الآن في خيمة في مخيم شيخان في محافظة دهوك. هذا الشهر، يتلقى الشاب بعض التدريب الذي يسمح له أخيرًا بتخيل مستقبل لنفسه.
هادي هو واحد من 20 شخصًا من سكان مخيم شيخان يشاركون في دورة تدريبية على ريادة الأعمال نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) بتمويل من الحكومة اليابانية.
وهو حاليا في منتصف التدريب الذي يمنحه الطموح لمستقبله قال "كانت هناك أشياء فاتني لأنني لم أذهب إلى المدرسة" واضاف "لقد تعلمت الآن أنه إذا فشلت مرة، يمكنني محاولة النهوض مرة أخرى."
البرنامج التدريبي والممتد لمدة 15 يومًا، يقوم بتعليم مهارات ريادة وإدارة الأعمال. يتعلم المشاركون تقييم احتياجات السوق وكيف يمكنهم إنشاء نموذج عمل يلبي تلك الاحتياجات. في نهاية البرنامج التدريبي، سوف يتلقون بعض المعدات اللازمة لإنشاء أعمالهم التجارية الخاصة بهم.
عمل هادي في وظائف عدة ولسنوات - في مواقع البناء، كسائق، وفي المصانع - لكن حلمه هو أن يكون له متجره الخاص. يمتلك شقيقه محلاً للاستنساخ ويود هادي أن يسير على خطاه.
في تدريب اليونيدو، تتوسع رؤيته لما هو ممكن ويقوم بدمج الابتكارات في مقترح مشروعه مثل اضافة خدمات صيانة الهاتف المحمول. وهو يتعلم مهارات العمل والاتصال اللازمة لجعل رؤيته حقيقة.
وبين، "لدي ثقة في نفسي الآن". "أنا واثق من نفسي أنني أستطيع إدارة عملي بشكل جيد للغاية."
رزكار طه هو مدرب اليونيدو الذي يقوم بتدريس هادي وزملائه في الورشة التدريبية. يقدم رزكار دورات تدريبية على مدار سنوات عديدة، لكنه قال إن هذه المجموعة في مخيم شيخان هي واحدة من أصعب المجموعات في حياته المهنية. حيث ان جميع المشاركين من منطقة سنجار بمحافظة نينوى شمال العراق ولقد عانوا من فظائع مروعة تحت حكم داعش.
قال رزكار عن المتدربين الذين تطاردهم ذكريات أهوال داعش: "طوال الوقت، أرى حزنًا في عيونهم". حتى الشباب مثل هادي لم يكونوا متفائلين بشأن مستقبلهم. "إنهم تحت ضغط كبير."
يركز النصف الأول من البرنامج التدريبي على بناء الثقة واستكشاف خصائص رائد الأعمال. يتطرق النصف الثاني في الجوانب العملية لتطوير خطة عمل واستراتيجيات تسويق. قال رزكار إنه مدد الجزء الأول من البرنامج في مخيم شيخان لأنه شعر أن هذا هو ما يحتاجه المتدربون أكثر، وذلك "للعمل على الثقة بالنفس".
في اليوم الثامن من البرنامج، قال إنه يرى تقدمًا. لقد بنى الثقة مع المتدربين وأصبحوا أكثر استرخاءً وتفاعلا بالدورة. قال: "بالأمس وفي اليوم السابق، بدأوا يضحكون".
يأمل رزكار ألا يقتصر التدريب على مساعدتهم في الحصول على وظيفة أو العمل لحسابهم الخاص فحسب، بل يفكرون في بناء حياة أفضل يشعرون فيها بالأمن والأمان. "أريدهم فقط أن يخرجوا من هذا التدريب ببعض الأمل."
كاني كريم تبني ثقتها خطوة بخطوة. تبلغ من العمر 27 عامًا من مدينة سنجار حيث عملت خياطًة في متجر أختها حتى عام 2014 عندما فرت هي وعائلتها من داعش. في مخيم شيخان تزوجت ولديها ابنة عمرها خمس سنوات.
تعيش كاني في المخيم، وقد عمات قليلا في الخياطة وعلمت الخياطة نساء أخريات. لديها الموهبة، لكنها لا تعرف كيف تطور خبرتها إلى عمل تجاري قابل للتطبيق. هذه هي المهارات التي تتعلمها في برنامج اليونيدو التدريبي. لقد سجلت في الدورة "لأنني أرغب في الترويج لعملي وإظهار مهاراتي وإنشاء متجري الخاص".
واردفت "منذ البداية، لم تكن لدي ثقة، لكنني الآن أشعر أنني أقوى - تنافسية، ومبتكرة، ومتحمسة".