بيان منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق غلام إسحق زى بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني
١٩ أغسطس ٢٠٢٤
19 آب/ أغسطس 2024، بغداد – هذا اليوم، ننضمّ إلى المجتمع العالمي في إحياء اليوم العالمي للعمل الإنساني، وهو الوقت المناسب لتكريم وتقدير العاملين في المجال الإنساني الذين يكرسون حياتهم لخدمة الإنسانية.
يصادف هذا اليوم أيضاً ذكرى حزينة بالنسبة للعراق. فقبل عقدين من الزمن، وفي 19 آب/ أغسطس 2003، أودى تفجير فندق القناة في بغداد بحياة 22 شخصاً من العاملين في مجال المساعدات الانسانية وأسفر عن إصابة العديد من الآخرين. وظلت الأمم المتحدة والمجتمع الإنساني الأوسع في العراق ثابتين في مواجهة هذه المأساة، مؤكدين التزامهم بالسلام والاستقرار والرفاه للشعب العراقي. وعلى مدى العشرين عاماً الماضية، لعب هذا التفاني دوراً حاسماً في رحلة البلاد نحو الحلول المستدامة والتقدم. وقد كان لجهودنا الجماعية مع حكومة العراق تأثيرٌ كبيرٌ على حياة الشعب العراقي، ولا سيما السكان النازحين داخلياً. واليوم، عاد اغلبية النازحين الى ديارهم، وهو ما يمثّل شهادةً على قدرة الشعب العراقي على الصمود وعلى تفاني أولئك الذين عملوا بلا كللٍ لدعمهم. ونحن نواصل العمل مع شركائنا الحكوميين لإيجاد حلولٍ دائمةٍ للنازحين واللاجئين المتبقين.
ومع أن العراق نجح في الخروج من بعض فتراته الأكثر تحدياً، فإننا ما نزال ندرك الشواغل الأمنية الإقليمية والعالمية الأوسع نطاقاً، والتي ما تزال تؤثر على المشهد الإنساني. ومع ذلك، فإن الوضع في العراق اليوم يشكّل منارةً للأمل والصمود، مما يدل على أنه حتى في قِبال الشدائد، فإن التعافي والتقدم أمرٌ ممكن.
في اليوم العالمي للعمل الإنساني، نقف متضامنين بثباتٍ مع زملائنا العاملين في المجال الإنساني وضحايا الصراع والعنف الذين لا حصر لهم في جميع أنحاء العالم. ومع تصاعد مستويات العنف والانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الإنساني، ثبت أن عام 2024 كان عاماً قاتلاً بشكل خاص للعاملين في المجال الإنساني.
نكرّم ذكرى أولئك الذين فقدناهم ونناشد القادة بإلحاح وضع حدٍّ لهذه الانتهاكات والإفلات من العقاب الذي يحيط بها. إن الفشل المستمر في معالجة هذه القضايا يمثل خللاً عميقاً في الإنسانية والمسؤولية الجماعية والقيادة، وهو ما لا ينبغي أن يستمر.
فليذكّرنا هذا اليوم بمسؤوليتنا المشتركة في دعم مبادئ الإنسانية والقانون الإنساني الدولي، وضمان أن يتمكن أولئك الذين يعملون على تخفيف المعاناة الإنسانية من القيام بذلك بأمان وفعالية.