في أعقاب عملية الأنبار، استمرت العودة الطوعية المدعومة للعائلات النازحة في نينوى

خلال الصراع مع داعش، نزح أكثر من 6 ملايين عراقي من مناطقهم الأصلية. حيث تضررت محافظة نينوى بشدة خلال أزمة داعش، وتم الاستيلاء على مركزها الموصل التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في العراق في شهر حزيران عام 2014.

وبعد مرور قرابة ثلاث سنوات على الهزيمة الرسمية لتنظيم داعش، عادت مئات الآلاف من العوائل في جميع أنحاء البلاد إلى مناطقهم الأصلية، لكن ما يزال هناك 1.3 مليون نازح. يعتبر نشاط العودة الطوعية المدعوم هو الأول من نوعه في العراق في مرحلة ما بعد الصراع.

وبهذا الصدد، قال جيرارد وايت، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق، "تستند العودة الطوعية في نينوى إلى التجارب السابقة في الأنبار خلال شهر تموز، حيث تشاركت كل من الحكومة والوكالات الدولية من أجل دعم الحل المستدام للنزوح. حيث إنهم يشكلون جزءًا من برنامج أكبر لدعم مجتمعات النازحين، وهو برنامج نأمل أن يستمر في التوسع". وأكمل حديثه قائلاً، "ترتكز هذه الأنشطة على مبادئ السلامة والتطوع والحفاظ على كرامة النازحين، حيث إنهم يعملون من أجل التعافي ما بعد الصراع بهدف تحقيق استقرار أكبر في العراق ".

ومن جهته قال السيد نجم الجبوري محافظ نينوى، " تسعى محافظة نينوى الى بذل المزيد من الجهود للعمل على عودة النازحين الى مناطقهم عبر توفير الخدمات والمستلزمات اللوجستية للاهالي وعبر التعاون والتواصل مع الحكومة الاتحادية والمنظمة الدولية للهجرة وباقي المؤسسات والمنظمات."

وأضاف قائلاً، "ونثمن الجهود الرائعة للوزارات المعنية والمنظمة الدولية للهجرة للعمل على ان تكون هناك حياة جديدة للنازحين عبر عودتهم الطوعية الى مناطقهم."

عملت المنظمة الدولية للهجرة في العراق ووزارة الهجرة والمهجرين بشكل وثيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) لتسهيل العملية في مخيم السلامية، بدعم من وكالة المعونة للتعاون التقني والتنمية (ACTED) لإدارة المخيم. كما غطت منظمة (Premiere Urgence Internationale) الأنشطة المتعلقة بالصحة، بينما أشرفت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) على دعم الحماية للأسر العائدة. تقدم منظمة انترسوس (INTERSOS) و الشركاء الاخرون الدعم اللازم للحماية والخدمات الأخرى في المخيم وفي المجتمعات الأصلية للعائلات. حيث تتكون أنشطة المشروع من مرحلتين - مرحلة ما قبل المغادرة و مرحلة الانتقال - التي تتناول التدخلات في المخيمات والدعم في مناطق العودة. يشمل المشروع أنواع مختلفة من المساعدات، منها دعم الإسكان وسبل العيش وتوفير وسائل النقل وتقديم المساعدات النقدية على شكل منح نقدية للمغادرة وإعادة الاستقرار، وإعادة تأهيل الخدمات الأساسية ودعم إعادة الإدماج ما بعد العودة.

وتأتي عملية نينوى في أعقاب نشاط مماثل نفذ في محافظة الأنبار خلال شهر تموز الماضي، عندما غادرت 40 أسرة مخيم عامرية الفلوجة وعادت إلى مناطقها الأصلية في الأنبار على مدى يومين. تعتبر كلتا العمليتين هي جزء من مبادرة أكبر نظمتها المنظمة الدولية للهجرة في العراق - العضو الرائد في شبكة الحلول الدائمة - ووزارة الهجرة والمهجرين. ومن المتوقع أن تصل عدد الأسر إلى 2,400 أسرة نازحة مسجلة لتلقي الدعم المعني بالعودة الطوعية في هذه المحافظات.

حيث تعتبر العودة الآمنة والكريمة هي الأكثر أهمية بالنظر إلى المخاطر التي يشكلها فيروس كورونا المستجد وذلك فيما يتعلق بخطر الإصابة في المخيمات، فضلاً عن الجهود المبذولة لتحسين الخدمات والظروف في مناطق العودة. تضع المنظمة الدولية للهجرة في العراق تدابير وقائية هامة لمنع انتشار الفيروس أثناء تنفيذ أنشطة العودة، بما في ذلك مشاركة الإرشادات والمعلومات المحدثة المتعلقة بالعودة.

يتم دعم جهود المنظمة الدولية للهجرة في العراق لتعزيز الحلول الطوعية والآمنة والكريمة والمستنيرة للنزوح من قِبل عدد من الشركاء الدوليين، وبالأخص مكتب وزارة الخارجية الأمريكية للسكان واللاجئين والهجرة (PRM).

تشارك المنظمة الدولية للهجرة والعديد من الشركاء الدوليين، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (UNAMI) ، في مجموعة متنوعة من الأنشطة من أجل دعم احتياجات النازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة وغيرهم من السكان المعرضين للخطر في العراق.